أكدت قائمقامية قضاء الخالص في محافظة ديالى تحرير آخر معقل ل»داعش» في ناحية العظيم، بعد اشتباكات أسفرت قتل عدد من عناصر التنظيم، فيما شهدت بغداد سلسلة تفجيرات استهدفت نقاط تفتيش، راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. وقال قائمقام الخالص عدي الخدران إن «قوات من الفرقة الخامسة المدعومة بالحشد الشعبي والطيران الحربي شنت اليوم (أمس) عملية نوعية لتحرير المجمع الإداري في سد العظيم وقرى زراعية قريبة منه»، مبيناً ان «تلك المناطق تعتبر آخر معاقل داعش في الناحية»، واضاف ان «العملية التي دامت نحو ثلاثة ساعات انتهت بتحرير آخر معقل وقتل ثمانية من التنظيم». وأفاد مصدر أمني في ديالى أن «القوات الامنية هاجمت منطقة سد العظيم من ثلاثة محاور وتمكنت من قتل سبعة من عناصر داعش، كما قتل 12عنصراً ارهابياً في اشتباكات خلال تقدم القوات قرب سد اروائية شمال ناحية العظيم»، واشار الى «قتل ثلاثة جنود واصابة 10 آخرين بانفجار مدرعة مفخخة تابعة للارهابيين». وأكد «فرض القوات الامنية سيطرتها على محيط سد العظيم بعد فرار الارهابيين نحو حدود محافظة صلاح الدين». وتعد ناحية العظيم، شمال بعقوبة، أهم المناطق الزراعية في ديالى ويطلق عليها «سلة ديالى الغذائية» وهي عبارة عن 400 ألف دونم و45 قرية ويبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة. واعلنت وزارة الدفاع امس أن طيران الجيش نفذ غارات استهدفت موقعاً ل»داعش» غرب الموصل، وأفادت في بيان أن الغارات «استهدفت معسكراً للتنظيم في قضاء البعاج (110 كلم غرب الموصل) ما ادى الى قتل 20 ارهابياً بينهم المسؤول الأمني لقاطع قضاء تلعفر المدعو ابو عبد الرحمن القدو». واضاف: «ان تلك الضربة أحرقت ايضاً 14 عربة تحمل رشاشات احادية». ونفذ الطيران غارات اخرى قرب قضاء بيجي أسفرت عن قتل 12 عنصراً من «داعش»، وافاد مصدر امني في صلاح الدين ان «طيران الجيش قصف، ظهر اليوم (امس) تجمعاً لتنظيم داعش قرب قضاء بيجي». إلى ذلك، أكد مصدر في الأنبار قتل 12 عنصراً من «داعش» بينهم «والي الفلوجة» المدعو داود العلواني ومعاونه العسكري الملقب بأبو أيمن. وأضاف أن «الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير عربتين». في بغداد قتل واصيب العشرات بتفجيرات استهدفت جنوب وغرب العاصمة، واكد مصدر أمني قتل 5 مدنيين واصابة 9 في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش قرب مقر قيادة الشرطة الاتحادية في منطقة ساحة النسور، فيما قتل 4 أشخاص وأصيب 13 آخرين في تفجير انتحاري استهدف مدخل مقر القيادة نفسها قبل دقائق من التفجير الاول، وافاد مصدر امني أن عدداً من الاشخاص وقعوا بين قتيل وجريح بتفجير سيارة مفخخة اخرى يقودها انتحاري قرب نقطة تفتيش في منطقة الرشيد. إلى ذلك، عزل العبادي أمس 36 قائداً عسكرياً لأسباب مرتبطة ب «مكافحة الفساد»، في اكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية». وجاء في بيان للمكتب الإعلامي للعبادي أن «القائد العام للقوات المسلحة أصدر أوامر ديوانية باعفاء 26 قائداً من مناصبهم واحالة 10 على التقاعد». ولم يحدد البيان مراكز هؤلاء أو رواتبهم، او ما اذا كانوا مسؤولين عن وحدات مقاتلة او يشغلون مناصب إدارية. وعيّن العبادي «18 قائداً في مناصب جديدة «. وأكد البيان ان هذه القرارات تأتي في إطار «التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف اشكاله». وأدى الهجوم الكاسح لتنظيم «الدولة الاسلامية» في حزيران (يونيو) الى انهيار قطعات الجيش، لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الاسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت في أيدي مقاتلي «داعش». وأتى قرار العبادي بعد تأكيده أمام وفد من القادة العسكريين الأربعاء «ان القيادة يجب ان تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشجاعة حتى يقاتل الجندي بشكل صحيح (...) كما أن التقييم في بناء القوات المسلحة يجب ان يكون على هذه الأسس الجوهرية»، على ما أفاد بيان ثان لمكتبه. وأضاف: «علينا اعادة الثقة بقواتنا المسلحة عبر اتخاذ اجراءات حقيقية ومحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة». وكان رئيس العبادي الذي تولى منصبه في آب (اغسطس)، أكد في بيان الإثنين انه «ماض في إجراءاته الاصلاحية لمكافحة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة»، مشيراً الى ان هذه الظاهرة «باتت تشكل خطراً كبيراً على البلد وثرواته ولا تقل خطورة عن الإرهاب الذي نسعى للقضاء عليه». وتأتي خطوة العبادي لتضاف الى سلسلة إجراءات اتخذها على مستوى الجيش منذ توليه منصبه شملت عزل ثلاثة من كبار الضباط ، أبرزهم قائد القوات البرية ونائب رئيس اركان الجيش، وحل «مكتب القائد العام للقوات المسلحة». وكان المكتب قائماً في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويرتبط مباشرة به. وكان خصوم المالكي الذي تولى الحكم بين العامين 2006 و2014، ينتقدون هذا المكتب الذي حصرت فيه السلطات الامنية. ويرى خبراء ان القوات العراقية تعاني في مجال التدريب والتجهيز ما يحد من قدرتها على استعادة السيطرة على مناطق «الدولة الاسلامية»، ومنها مدن كبرى ابرزها الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية. واعلنت الولاياتالمتحدة التي تقود تحالفا دولياً يشن ضربات جوية ضد التنظيم، عزمها على مضاعفة عدد جنودها في العراق بإرسال 1500 جندي اضافي، لتدريب القوات العراقية والكردية على قتال «الدولة الاسلامية»، في خطوة قال الرئيس باراك أوباما إنها تشكل «مرحلة جديدة» في الحملة ضد التنظيم الإرهابي.