تستعد العاصمة اللبنانية بيروت لاستقبال عيد الميلاد بأمسيات موسيقية دينية وكلاسيكية في كنائسها الأثرية بين الأول من الشهر المقبل، والثالث والعشرين منه، ضمن مهرجان «بيروت ترنم»، في حدث أريد منه إبراز «وجه بيروت الحضاري المتنوع»، بحسب المنظمين. وهي السنة السابعة على التوالي التي يقام فيها هذا المهرجان. وقالت مؤسسة المهرجان ورئيسته ميشلين ابي سمرا: «ما يميز المهرجان هذه السنة أننا نسير عكس تيار الدم والمشاكل والعنف السائد سالكين تيار المحبة والسلام». وأضافت: «نأمل في أن نكمل الشهر فاتحين ابواب كنائس العاصمة كمنبر موسيقي وروحي ضمن أمسيات موسيقية راقية تعكس وجه بيروت الحضاري الغني والمتنوع». وترتفع في وسط بيروت كنائس أثرية تعود الى حقبات تاريخية مختلفة، تتجاور الى جانب مساجد تشهد هي الأخرى على عهود اسلامية متعددة. وستشهد الكنائس، بسقوفها العالية وجدرانها المزخرفة وهندستها الجميلة، أمسيات موسيقية راقية، بينها الشرقية والكلاسيكية العالمية، اضافة الى حفلات تقدم الألحان الميلادية والترانيم من الجذور الأرمنية والبيزنطية والسريانية والغربية لتضفي أجواء من الفرح على ليالي وسط العاصمة اللبنانية عشية عيد الميلاد. ويشارك في المهرجان موسيقيون ومرنمون لبنانيون وأجانب معروفون وجوقات من الصغار والكبار. وأوضحت ميشلين ابي سمرا ان «المهرجان يستقطب عدداً كبيراً من الموسيقيين العالميين واللبنانيين الذين سيقدمون حفلات راقية». وسيكون الدخول الى أمسيات المهرجان مجانياً «إنطلاقاً من الإيمان بأن الموسيقى حق للجميع ويجب ان تكون متاحة لكل الناس». ويفتتح المهرجان مطلع الشهر المقبل في كاتدرائية مار جرجس المارونية عازف البيانو اللبناني المعروف عالمياً عبدالرحمن الباشا. وفي اليوم التالي، وفي كنيسة القديس لويس الكبوشي في شارع باب ادريس، سترتفع اصوات جوقة «لي اليمان» الفرنسية بقيادة جويل سوهوبيت. وفي البرنامج ايضاً يطل في كنيسة قلب يسوع في الجميزة عازف الأرغن العالمي اللبناني الأصل ناجي حكيم. وتقدم عازفة الكمان الايطالية فرانشيسكا ديغو ترافقها على البيانو فرنشيسكا ليوناردي «سوناتات بيتهوفن» في كنيسة مار مارون الجميزة. وفي البرنامج أيضاً حفلة ميلادية الأجواء مع المغنية اللبنانية عبير نعمة، وثانية مع غادة شبير وسواهما. ويختتم المهرجان بأمسية في كنيسة مار مارون الجميزة تحييها اوركسترا الحجرة الخاصة بالمهرجان والتي تضم مواهب لبنانية شابة بقيادة المايسترو الفرنسي سيباستيان دوسيه عنوانها «الابتهالات لمريم».