بعيداً من أجواء الموت والتفجيرات، وتأليف الحكومة التي ينقسم اللبنانيون حولها، وبعيداً من الموت المجاني الذي يستهدف النساء على أيدي أزواجهنّ مثل رولا يعقوب ومنال عاصي وكريستال أبو شقرا، هل ستكون الموسيقى هي الحلّ والتطلّع الى التسامح والمحبة والبُعد عن العنف؟ على أمل ذلك، تنطلق مساء اليوم الدورة الحادية والعشرون من مهرجان البستان الموسيقي اللبناني تحت عنوان «الموسيقى والطبيعة». ويستقطب المهرجان الذي يستمر حتى 23 آذار (مارس) المقبل ضيوفاً عالميين في مجال الموسيقى الكلاسيكية، وتتوزع حفلاته ما بين فندق البستان في بلدة بيت مري الجبلية، وثلاث كنائس، إحداها في البلدة نفسها، والأخريان في العاصمة بيروت. وقد اتخذت القوى الأمنية إجراءات مشدّدة، وسط معلومات عن التخطيط لتفجيرات أخرى في البلاد. وشدد المدير الفني للمهرجان وقائد الاوركسترا الايطالي جانلوكا مارسيانو على اهمية الاستمرار في إقامة المهرجان سنوياً، على رغم الظروف التي يشهدها لبنان. وقال لوكالة «فرانس برس»: «الموسيقى هي افضل لغة في كل زمان ومكان للتعبير عن السلام، وهي تتيح لنا ان نحلم، وتسقط الحواجز والجدران بين الناس وتبعث على الأمل، واعتقد ان على جميع الموسيقيين ايصال هذه الرسالة للجمهور». ويفتتح مهرجان البستان بحفلة عنوانها «في مملكة الطبيعة» تحييها الاوركسترا الفيلهارمونية للمهرجان الأوروبي بقيادة مارسيانو ومشاركة عازف الاكورديون ماريوستيفانو بيدرودارتشي ضيف شرف. أما الحفلة الثانية للاوركسترا نفسها وعنوانها «أحلام الشتاء»، فستكون ليلة السبت 22 شباط (فبراير) الجاري، وتتميز بحضور عازفة الكمان الفرنسية من أصل روسي الكساندرا سوم، وستعزف السمفونية الاولى من اعمال تشايكوفسكي. أما ضيفة الحفلة الثالثة للأوركسترا عينها الاربعاء 26 شباط (فبراير) الجاري، فستكون السوبرانو الجنوب أفريقية جوهاني فان أوستروم. وثمة موعد آخر مع الفرقة في 28 منه بمشاركة عازف الكمان الروسي سيرغيه كريلوف ومعزوفات لتشايكوفسكي وروسيني. ويكمل البرنامج مع نخبة من الموسيقيين مثل عازف البيانو الايطالي باولو ريستاني، التونسي نبيل خمير وفرقته، عازفة الكمان باتريسيا كوباتشينسكايا وعازف البيانو فاضل ساي. وفي الثاني من آذار وتحت عنوان «ايقاع وانغام»، امسية موسيقية رباعية تستخدم اساليب عزف تجهيزية مختلفة منها الطاولة، يحييها موسيقيون من أوكرانيا. ويلتقي محبو موسيقى عصر الباروك التقليدية فرقة «لوتن كومباني» الألمانية ليلة الاربعاء 12 آذار (مارس). وللمهرجان كورسه الخاص بادارة ادوار توريكيان الذي يقدم مقطوعات مختارة في اليوم التالي. اما «رباعي لايبزيغ» فيحيي امسية في كنيسة مار ساسين الاثرية في بيت مري وسط الشموع. ومن المتعة السمعية الى عرض باليه راقص يحرك كل الحواس عنوانه «أحلام ورومانسية» لفرقة دولة غريغوريا، ويقدم على ليلتين وبطلة العرض الراقصة النجمة نينيا انانياشفيلي. اما موسيقى انتونيو فيفالدي فيعزفها رباعي روك «ريد بريست» على طريقته في 18 آذار (مارس) في حفلة عنوانها «الفصول الأربعة».