توقع أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، إنجاز المرحلة الأولى من مشروع تطوير شاطئ العقير، خلال السنتين المقبلتين. وتمتد هذه المرحلة على 18 كيلو متراً، وبعرض يتراوح بين 4 إلى 5 كيلومترات. وقال الملحم: «إنها ستعمل على جذب رجال الأعمال، وستكون مصدراً للترفية عن أبناء المنطقة والزائرين، بما تضمه من محاكيات للحضارات القديمة والحديثة». ونظمت أمانة الأحساء أول من أمس، جولة في شاطئ العقير، شارك فيها أعضاء المجلس البلدي، وإعلاميون، للاطلاع على مرافق المشروع، وإبداء الرأي في المشاريع التي يجري تنفيذها في العقير، الذي يُعد «وجهة سياحية، بدأت تستقطب آلاف الزوار في أيام الإجازات والأعياد». وبلغ زوار الشاطئ خلال أيام عيد الأضحى المبارك 150 ألف زائر وزائرة. واعتبر الملحم، ربط البحيرة بالشاطئ «أمراً حيوياً، ستعمل الأمانة على إنجازه»، لافتاً إلى أن هذا الربط «سيخلق بيئة متكاملة، وحياة بحرية جديدة، وبشكل كامل». وقال: «إن الأثر البيئي سيكون إيجابياً، من خلال إعادة حركة المياه بين البحيرة ومياه البحر، وستكون بيئة جاذبة للسياح، بعد الانتهاء من تطويرها، وإقامة المشاريع فيها». وراهن على أن هذا الربط «سيجذب المستثمرين إلى المنطقة، وهي حالياً، عبارة عن منطقة سبخات ملحية طاردة للمستثمرين». بدوره، استعرض وكيل الأمين لشؤون الخدمات المهندس عبدالله العرفج، فلسفة الأمانة في تطوير العقير، موضحاً أن «تطوير الشاطئ ينقسم إلى قسمين، الأول بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار، والثاني تحت إشراف الأمانة في شكل كامل». وقال: «إن خطط الأمانة مبنية على العمق البيئي، والفكرة بدأت بقصة تاريخ ما قبل بزوغ نور الإسلام، وبعد انهيار سد مأرب، وحضارة الجرهاء، ودرب الحرير. وصنعنا القصة هنا، وحولناها إلى قصة سياحة». وذكر العرفج، أن «الأمانة جمعت من الدراسات، المعلومات الجغرافية والتاريخية، ومدينة البحار السبعة، ودرب الحرير، وأقمنا ما يحاكي الحضارات القديمة، من حضارة الإغريق، والسويد والنرويج، والعرق الآري (الفرس، والأتراك، والباكستانيين) والأندلس، والعرب، والهنود، والرومان، فضلاً عن حضارة شيبة كمنطقة بترولية. وتم ربط هذه المدن السبعة، وسيتم شق قناة مائية من البحيرة إلى البحر. كما تم عمل المسرح الروماني والفينيقي». وأضاف وكيل الأمين لشؤون الخدمات، أن «الأمانة أرادت الجمع بين قصة تاريخ وسياحة، وتفعيلها من المنظور الذي يخص تاريخ الأحساء»، معتبراً الاستثمار السياحي «عموداً فقرياً أساسياً من خلال طريق المشاة بطول 8 كيلومترات، وعرضه 40 متراً، ويضم منطقة ترفيهية محيطة بجانبي المشاة والعمل جارٍ في تنفيذها»، مضيفاً أن «المنطقة التي تضم المسرح والمدن السبعة تستوعب 30 ألف شخص». يذكر أن المشروع بتكامل عناصره، وتعدد خدماته، يوفر خيارات سياحية تلاءم متطلبات وخصوصية الأسرة السعودية، وتلبي حاجات الشبان الترفيهية، وتطوير الخدمات والفعاليات السياحية، إضافة إلى المؤتمرات والمعارض، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية. كما توقع أن يسهم المشروع في توفير أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطنين. ونفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار، عملية تنظيم الاستثمار في العقير. وسيتم تطوير المشروع على 3 مراحل. وسيتم مستقبلاً طرح 30 في المئة من أسهم الشركة للمواطنين، من خلال الاكتتاب العام. وبدأ عدد من الجهات الحكومية تنفيذ البنية التحتية للمشروع، ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي تسهم بأرض المشروع، إضافة إلى البدء في تأسيس مكتب بلدية العقير، لتسهيل أعمال الشركة ومستثمريها. فيما بدأت وزارة المياه والكهرباء بناء محطات الكهرباء وتحلية المياه والصرف الصحي. وقامت وزارة النقل بربط مشروع العقير بطريق الخليج السريع.