طالب الصديق والمعارض العتيق ميشيل كيلو المجتمع الدولي بأن يبحث عن الحل لأهلنا حيث يعانون الحصار من النظام الذي يقتلهم تحت حجج عدة. بيد انّ ما لم يفكر به كيلو هو انّ المعاناة لا تنحصر في جزء من السوريين فقط انّما تطاول كل السوريين. جزء من هذه المعاناة يتحمل مسؤوليتها النظام في شكل مباشر وجزء آخر يتحمل مسؤوليتها، في شكل مباشر وغير مباشر، بعض من يقدمون أنفسهم على أنهم من المعارضة. ولا يستغرب انّ الكرد يعيشون في وضع صعب. وفي الوقت الذي ينظر فيه ياسين الحاج صالح بإيجابية الى أداء الكُرد الوطني، توجه بعض الأوساط من المعارضة تهماً تفوح منها العنصرية المقيتة، إذ جرى تشبيه الكرد ب «الكيان الصهيوني». ولعل المراقب يعرف كيف انّ كل المناطق الكُرديّة مقطعة الأوصال، وذلك تحت حجج تواجد «قوات الحماية الشعبيّة» الكرديّة، وهي قوات تابعة ل pyd القريب من العمال الكُردستاني التركيّ. ثمّة من يرى بأنّه، في موازاة مطالبة السوريين المجتمع الدوليّ بأن يقوم بواجبه تجاه محنتهم، فإنّ على المعارضة أيضاً ان تقوم بمراجعة وضعها الداخليّ، وأن يتم التواصل والربط بين المناطق التي هي خارج سيطرة النظام وتوزيع الإغاثات والمعونات في شكل عادل، لإشعار المجتمع الأهلي كله بأنه جزء من سورية مستقبلاً، كما لتأمين شروط او ظروف نجاح المعارضة داخليّاً من جهة أخرى. هذا سيقوّي المعارضة سواء في «جنيف-2» أو لدى مواجهتها أي منعطف ديبلوماسي مؤثر. لكن إلى من نتوجّه بخطابنا ليحلّ مشاكلنا الداخليّة، خصوصاً بعد ان عجزت المعارضة عن ان تكون غطاءً لقوى محليّة؟! * كاتب كردي سوري.