وصف رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية بأنها «مربّع رقابة»، فيما أغلقت نعيمة إشراقي، حفيدة الإمام الخميني، حسابها على موقع «فايسبوك» بعد انتقادات لنكتة حول «شهداء» البلاد. وقال رفسنجاني: «الشعب لم يعد يتأثر بهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ومربّع الرقابة الذي تقدمّه له. الشعب الإيراني بات واعياً، ولا يستسلم أمام هذا المربّع. إذا أسرنا الوعي، سيتعزّز في شكل طبيعي، وعندما يتحرّر، سينتشر بين الشعب». وأضاف: «لا يمكننا كبح وعي الأمة من خلال التحيّز والعناد والباطل. إن أي كاذب لن ينتصر الآن في (وسائل الإعلام) العالمية. ممكن طبعاً إبقاء الشعب هادئاً بالقوة والترهيب، ولكن الأمر سيكون مخالفاً للطبيعة البشرية. هذا الهدوء الوهمي لن يكون راسخاً، وسيتذبذب». وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية انتقدت خلال نشرتها الإخبارية الأحد الماضي، تصريحاً لرفسنجاني أفاد بنية الإمام الخميني قبل وفاته عام 1989، بإلغاء شعار «الموت لأميركا». وفي اليوم التالي، اضُطر الرئيس السابق إلى وقف خطاب يلقيه، إذ قاطعه أفراد هتفوا «الموت لأميركا». في غضون ذلك، أغلقت نعيمة إشراقي حسابها على «فايسبوك»، بعد اتهامها بإهانة ذكرى «شهداء» إيران خلال حربها مع العراق (1980-1988). وكان الخميني قال خلال الحرب: «على (أعضاء) الحرس الثوري الزواج من أرامل رفاقهم القتلى، بحيث لا يبقين من دون وصيّ» و»كنت أتمنى لو كنت عضواً في الحرس الثوري». وكتبت نعيمة إشراقي على «فايسبوك»: «كان جدّنا يستذكر دوماً ممازحاً، أننا كنا نمازحه أحياناً، من خلال دمج العبارتين: على (أعضاء) الحرس الثوري الزواج من أرامل رفاقهم القتلى... كنت أتمنى لو كنت عضواً في الحرس». وأثارت هذه «النكتة» ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية، مؤيدة للأصوليين والإصلاحيين، إذ إن ذكرى «شهداء» الحرب مع العراق ما زالت مؤلمة وتحظى بمكانة في البلاد. وأعلن نائب أن الأمر سيُناقش خلال جلسة لمجلس الشورى (البرلمان). علي أفشري، وهو زعيم طالبي إيراني سابق مقيم في الولاياتالمتحدة، كان سُجن وعُذِّب في بلاده، رأى وجوب «إدانة» مَن ذكر النكتة. وكتب على «فايسبوك»: «جزء من (أعضاء) الحرس الثوري أضرّ بالشعب الإيراني وتورّط بجرائم، ولكن جزءاً ضخماً منهم - خصوصاً الذين قاتلوا خلال الحرب - كان مؤمناً ولن يرغب إطلاقاً في استغلال أحد، خصوصاً أرامل (قتلى) الحرب». أما نجل محمد إبراهيم همت، وهو قائد قُتل خلال الحرب، فنشر رسالة على مواقع إلكترونية مؤيدة للأصوليين، وَرَدَ فيها: «أول ما يتبادر إلى ذهن المرء حين يقرأ (التعليق) القبيح (المنسوب إلى إشراقي)، هو أنه عندما كان أبناء هذا البلد يتحوّلون أشلاء بفعل الرصاص والقنابل وقذائف الهاون، كان القائد (الخميني) الذي تحت قيادته ذهب كثيرون إلى الخطوط الأمامية (للجبهة)، يلقي نكاتاً قبيحة عنهم وعن عائلاتهم». وعلّقت إشراقي على رسالة همت، معتبرة أن الشهداء وعائلاتهم هم «قمة الإنسانية»، وأن لا شيء يمكن أن يوقف «اتحادهم السموي» مع الخميني. ونفت مسؤوليتها عن التعليق الذي كُتِب على حسابها على «فايسبوك»، مؤكدة تعرّضه لقرصنة. وأعلنت إغلاقه، مشيرة إلى قرصنته مرات.