لم تتوقف تفاعلات تصريحٍ نُسِب إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، يتهم الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية، بل تواصلت ردود فعل متباينة حوله في الأوساط السياسية في إيران. وكان نُقل عن رفسنجاني اتهامه الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة، خلال كلمة ألقاها مطلع الشهر في مدينة سواد كوه شمال إيران، علماً أن نعيمة إشراقي حفيدة الإمام الخميني كتبت في حسابها على موقع «تويتر» في 29 آب (أغسطس) الماضي، أن رفسنجاني قال خلال لقاء في حسينية جماران في مدينة أصفهان إن «على الحكومة التي تستخدم سلاحاً كيماوياً ضد شعبها، تحمُّل العواقب، كما تلقّي (الرئيس العراقي الراحل) صدام (حسين) نتائج أفعاله المشينة، بعدما استخدم سلاحاً كيماوياً في مدينة حلبجة». وعلى رغم تكذيب رضا سليماني، مدير مكتب العلاقات العامة في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ما نسبته إشراقي إلى رفسنجاني، ونفي الناطقة باسم الخارجية مرضية أفخم التصريحات المنسوبة إليه في مدينة سواد كوه، أحدث نشر شريط فيديو لكلامه، تجاذباً سياسياً جديداً على خلفية موقف إيران في هذا الصدد. وتُعتبر الأسلحة الكيماوية قضية حساسة جداً بالنسبة إلى الشعب الإيراني، إذ استُخدِمت ضده خلال الحرب مع العراق، وما زالت آثارها بادية على محاربين يرقدون في مستشفيات، أو يتلقون علاجاً. وشنّت صحيفة «كيهان» المتشددة هجوماً على رفسنجاني، إذ اعتبرت أنه «يمنح الأعداء ذريعة لهدر دم المسلمين في المنطقة»، فيما طالبه النائب المحافظ علي رضا زكاني ب «موقف واضح ونفي شخصي» للتصريحات المنسوبة إليه، وحض وزارة الاستخبارات على فتح تحقيق في «التسجيل الذي يحوي أقوالاً غير دقيقة وخطرة، ونأمل بأن يكون مزيفاً». أما النائب المحافظ البارز علي مطهري فأشار إلى أن التسجيل «يبدو حقيقياً»، معتبراً أن رفسنجاني «ربما أراد فتح طريق آخر للديبلوماسية الإيرانية». واستدرك أن «هذه الأقوال لا تعني تأييد الولاياتالمتحدة، إذ ما زلنا نؤيد الحكومة السورية». ونقل مطهري عن رفسنجاني قوله له: «قلت إن الولاياتالمتحدة تستخدم ذريعة استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية ضد شعبها. قلت إن الأميركيين أعلنوا ذلك، وهذا ليس موقفي». وكان رفسنجاني طالب خلال اجتماع مجلس خبراء القيادة قبل يومين، بمواصلة دعم الحكومة السورية التي اعتبرها «سدّاً منيعاً أمام الأطماع الإسرائيلية». ونبّه إلى احتمال أن تشمل التطورات السورية كل دول الشرق الأوسط، قائلاً: «أشتم رائحة دخان أسود يملأ سماء المنطقة». وكان نواب إيرانيون وقّعوا الأربعاء بياناً يدعم الحكومة السورية، أوضحوا أن الأمر ردّ على التصريحات المنسوبة إلى رفسنجاني. وتشهد إيران جدلاً واسعاً في شأن آلية مواجهة التطورات، إذا شنّت الولاياتالمتحدة هجوماً على سورية، وماهية موقف طهران إذا خاضت دمشق حرباً مع تل أبيب أو دول إقليمية، في وقت تجهد حكومة الرئيس حسن روحاني للتمسك بنهج الاعتدال في سياساتها الخارجية. على صعيد آخر (رويترز)، نسبت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الى الرئيس حسن روحاني ان وزارة الخارجية الايرانية ستقود المحادثات النووية مع القوى العالمية، بدل رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يقود المحادثات سابقا.