انفجر صباح أمس لغم في منطقة جبل الشعانبي بمحافظة القصرين غرب تونس، ما أسفر عن مقتل عسكريين إثنين وجرِح إثنين آخرين من قوات الجيش. وهذا الانفجار هو السابع من نوعه منذ انفجار أول لغم في هذه المنطقة التي تتحصن فيها جماعة قالت السلطات إنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في أواخر نيسان (أبريل) الماضي. وأوضحت وزارة الدفاع الوطني التونسية، في بيان، أنّ اللغم الجديد انفجر خارج «الطوق الأمني»، أي على مسلك خارج محميّة جبل الشعانبي في منطقة آهلة بالسكّان. وأضافت الوزارة أنّ هذا الانفجار يُعدّ «تحوّلاً خطيراً» كونه «استهدف جميع مستخدمي الطريق من مواطنين وعسكريّين وأمنيّين على حدّ سواء»، موضّحة أنّ الانفجار أسفر عن وفاة عسكريّين إثنين هما ضابط صفّ وجندي وإصابة جنديين كانوا جميعا في سيارة عسكرية. وتعيش منطقة الشعانبي الحدودية مع الجزائر حال توتر واحتقان، بعد تتالي الانفجارات التي ذهب ضحيتها عشرات العسكريين والأمنيين ممن قتلوا أو بترت أطرافهم أو أصيبوا بتشوهات جسدية. وحذّرت مصادر عسكرية من إنّ ما يحصل في جبل الشعانبي «إرهاب سياسيّ خطير» يستهدف البلاد. ويعتبر الانفجار الاخير تحولاً في عمل المجموعة المسلحة المتواجدة في ولاية القصرين إذ تمكنت للمرة الأولى من زرع ألغام في مناطق سكنية بعدما كان ذلك يقتصر على المنطقة الجبلية التي أعلنتها وحدات الجيش منطقة عسكرية مغلقة منذ أول أيار (مايو) المنقضي. وبحسب خبراء عسكريين فإن «المجموعة الإرهابية» التي زرعت الألغام موجودة في جبل الشعانبي (أعلى قمة في تونس) منذ قرابة السنة، وهي تتحصن في الجبل المعروف بصعوبة مسالكه وكثافة أشجاره. وقد اكتسبت هذه المجموعة طيلة مدة اختبائها في الجبل خبرة على ما يبدو في التحرك السريع والتخفي عن أنظار الملاحقة العسكرية. وعرفت محافظة القصرين بين 29 نيسان (أبريل) و6 أيار (مايو) المنقضيين إصابة 10 من عناصر والدرك بانفجار أربعة ألغام تقليدية في جبل الشعانبي. ومنذ كانون الأول (ديسمبر) 2012 يطارد الجيش مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، متحصنة في جبل الشعانبي وتضم في صفوفها عناصر من جماعة «أنصار الشريعة» الجهادية التونسية.