منذ أكثر من 70 عاماً مضت، كان الحاج حمدي إبراهيم من جمهورية مصر العربية يحلم بأداء مناسك الحج، قدم إلى مكةالمكرمة بمساعدة ابنه الذي يدرس في الولاياتالمتحدة الأميركية، الحاج حمدي من القاهرة ومتزوج، قدم معه ابنه عماد وزوجته، وكانت هذه أول مرة يزور فيها المشاعر المقدسة للحج، ويؤكد أنه سيحتفظ بإحرامه للذكرى عند عودته إلى مصر. الحاج حمدي مهندس زراعي تجاوز ال70 من عمره، يقول إنه منذ زمن أراد الحج هو وزوجته ولكن لم يستطع، هذا العام بمساعدة ابنه عماد رزقه الله بالحج، وتمنى أن لا يحرم الله ابنه عماد من أجر حجه وزوجته، إذ دفع لحج هذا العام ما يقرب من 23 ألف جنيه مصري، كي يصل إلى المشاعر المقدسة وينهي حجه ويحقق حلمه الذي عاشه منذ سبعين عاماً. ويرى الحاج حمدي أن الحج هذا العام سهل، ولم يكن كما وضعه في مخيلته صعباً أو متعباً، يقول «صحيح المشي يتعبني لكبر سني، لكني استطعت بمساعدة ابني الانتهاء من كل ما هو صعب»، ويؤكد أن رمي الجمرات ليس بالصعوبة بل على العكس، كان من أروع وأسهل ما يكون ولكن الصعوبة في التوجه إلى عرفات والسعي والطواف هناك تعبت كثيراً، لأني تجاوزت ال70 من عمري. وعن ذكرياته تحدث الحاج حمدي أنه بعد فراغه من الإحرام قام بغسله وتطييبه ليحمله ذكرى جميلة من الحج، ويقول سأسأل إن كان يجوز لي أن أكفن وأدفن بهذه الذكرى، إذ أريد أن أدفن بشيء يحبه الله، شيء دفعت عمري وتعبي هدية أقدمها إلى ربي، وهي أقل ما أقدمه لنعمه التي أنعمها علي طوال عمري، الآن لست أعلم هل يجوز لي شرعاً أن أوصي بدفني بالإحرام من عدمه، إن كان كذلك فمرحباً، وإن لم يكن جائزاً لي ذلك تركته اتباعا لسنة رسولنا – صلى الله عليه وسلم-. من جهته، اقترح عماد ابن الحاج حمدي أن تقوم وزارة الحج وخصوصاً في مخيمات الحملات بتلوين قمم الخيام بحيث يكون لكل دولة لون مخصص، والسعودية ليست عاجزة عن هذا الترتيب، حتى يسهل على من فقد مخيمه أن يعود إليه، وجاء اقتراحه بعد موقف تعرض إليه عندما فقد مخيمه، واضطر إلى الغياب عن والديه أكثر من أربع ساعات، لكن مع مساعدة جمعية الكشافة السعودية استطاع الوصول إليهم مرة أخرى.