بعد أكثر من 10 سنوات من السفر في الفضاء، تستعد المركبة الأوروبية غير المأهولة «روزيتا» لإنزال الروبوت «فايلاي» غداً، على سطح مذنّب، في عملية هي الأولى من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء. وقال فيليب غودون المسؤول في وكالة الفضاء الفرنسية عن المهمة إلى أن «العملية معقدة وستستغرق أياماً واحتمال النجاح لا يزيد على 70 في المئة». وإذا نجح الروبوت في النزول على سطح المذنب «تشوريوموف-غيراسيمنكو»، ستكون المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من درس نواة مذنّب عن كثب. ونواة المذنب هي الجزء الصلب منه، بخلاف ذنبه المكون من انبعاثات الغبار والغازات الناجمة عن ارتفاع حرارته جراء اقترابه من الشمس. وسيقوم الروبوت بأعمال حفر على سطح المذنب وتحليل عينات. وأطلقت مهمة «روزيتا» عام 2004، ويشبهها العلماء بأعمال التنقيب عن الآثار لفهم تاريخ الحضارة الإنسانية، إذ أن من شأن نتائج هذه الأعمال أن تلقي الضوء على نشوء النظام الشمسي وتطوره. ولذلك أطلق على المهمة اسم «روزيتا» أي حجر الرشيد الذي أتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية). قطعت «روزيتا» 6,5 مليارات كيلومتر قبل أن تتقاطع مع المذنب الذي تلاحقه منذ سنوات. وحدد موعد انفصال الروبوت البالغ وزنه 100 كيلوغرام عن المركبة عند الساعة 8,35 بتوقيت غرينتش، صباح غد. وبين مساء الثلثاء والأربعاء يجري مركز التحكم مناورات، قبل إعطاء الإشارة النهائية للروبوت بالتوجه إلى المذنب والهبوط على سطحه، في نقطة أطلق عليها اسم «اجيليكا» تيمناً بجزيرة تضم آثاراً فرعونية في نهر النيل. وستقذف المركبة الروبوت من مسافة نحو 20 كيلومتراً عن سطح المذنب، وسيهبط «فايلاي» بهدوء متأثراً بالجاذبية الضعيفة للمذنب الذي يوازي حجمه حجم جبل صغير. وجهز الروبوت بنظام يبقيه مستقيماً أثناء عملية الهبوط التي تستغرق سبع ساعات. ولن يكون الروبوت في حالة سبات في هذه الساعات، بل أن 10 من أجهزته ستعمل على التقاط صور للمركبة ولموقع الهبوط. أما الأجهزة في «روزيتا»، فستبقى تراقب الروبوت وتزود العلماء البيانات اللازمة لتقويم صحة مساره.