نجح الروبوت "فايلاي" في الهبوط على سطح مذنب لأول مرة في تاريخ الفضاء، في ما يعتبر تتويجاً للمساعي العلمية لاستكشاف أصل النظام الشمسي، وفق ما أفادت وكالة الفضاء الأوروبية الأربعاء. وهبط الروبوت - المختبر على سطح المذنب "67 بي/تشوريوموف-غيراسيمنكو" بعد نحو سبع ساعات من إنفصاله عن المركبة الأم روزيتا على بعد أكثر من 510 ملايين كلم عن الأرض، وفق ما أفادت الوكالة. وقال مدير الروبوت العلمي ستيفان أولاميتش إن "فايلاي بدأ يتحدث إلينا... ونحن على سطح المذنب". وصرّحت مديرة عمليات التحليق أندريا أكومازو "نحن نؤكد بشكل قاطع أن الروبوت موجود على سطح" المذنب، مضيفة "نحن في غاية السعادة الآن". وقال المدير العام للوكالة جان-جاك دوردان "هذه خطوة كبيرة في تاريخ الحضارة البشرية"، فيما وقف حشد من العلماء والضيوف وكبار الشخصيات مهلّلين ومصفقين في ارتياح عند الإعلان عن الهبوط. وبعث فريق "فايلاي" رسالة على تويتر تقول "تمّ الهبوط، عنواني الجديد هو: 67 بي". ويأمل العلماء في أن يتمكن الروبوت المزود بعشرة أجهزة، من فك أسرار المذنبات، وهي إجرام قديمة مكونة من الثلج والغبار يعتقد أنها ساعدت في تشكيل الحياة على الأرض. ويعتبر الوصول من الأرض الى أي مذنب يسافر باتجاه الشمس بسرعة 18 كلم في الثانية خطوة تاريخية في تاريخ الهندسة الفضائية وحسابات الأجرام. وحصلت مهمة "روزيتا" البالغة كلفتها 1.3 بليون يورو (1.6 بليون دولار)، على الموافقة في 1993. وانطلقت المركبة "روزيتا" التي تحمل الروبوت "فايلاي" الى الفضاء في 2004 واستغرق وصولها الى هدفها في آب (أغسطس) من هذا العام نحو العشر سنوات، حيث تم استخدام قوة الجاذبية بين الأرض والمريخ لتسريع حركة المركبة. وقطعت المركبة والروبوت مسافة 6.5 بليون كلم معا قبل أن ينفصلا الأربعاء إستعداداً لهبوط الروبوت على المذنب.