حذر زعيم «طالبان» الملا محمد عمر، في رسالة وجهها الى مقاتلي الحركة والشعب الأفغاني والأمة الإسلامية، لمناسبة عيد الأضحى، من «عواقب وخيمة على الأميركيين» في حال توقيع اتفاق يُناقش منذ شهور بين واشنطنوكابول حول استمرار الوجود العسكري الأميركي في افغانستان، بعد انسحاب الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014. ووصف الاتفاق بأنه «إهانة للأفغان وتشريع لقتلهم، ويشكل تنازلاً من المسؤولين لضمان مصالحهم الشخصية». وكان الرئيس حميد كارزاي أعلن في ختام محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كابول السبت الماضي، التوصل الى اتفاق جزئي من دون تسوية مسألة حساسة تتعلق بمنح الجنود الأميركيين حصانة. وقال زعيم «طالبان»: «لن نقبل إبقاء قواعد أميركية في افغانستان، والجهاد المسلح ضدها سيتواصل بقوة أكبر لإجبارها على المغادرة. ولا ننسى أن القوات الأجنبية والحكومة التي نصّبها الاحتلال الأجنبي قتلت وسجنت عشرات الآلاف من الأفغان، ودنست القرآن الكريم ونهبت ثروات الشعب». ودعا الأفغان الى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نيسان (أبريل) المقبل، «لأن القوات الأجنبية تديرها لتمرير مؤامرة استمرار الهيمنة الغربية على البلاد»، متهماً المرشحين ب «بيع دينهم وضمائرهم» عبر السعي الى «مناصب في ظل الاحتلال الأجنبي» لأفغانستان. واعتبر الملا عمر ان الولاياتالمتحدة «تلجأ الى الانتخابات حين تكون في مصلحتها، فيما ترفضها وتتآمر عليها إذا خضعت لإرادة الشعب، كما حدث في مصر حيث قتل مئات من المدنيين الأبرياء في مسيرات سلمية أيدت الرئيس المنتخب» محمد مرسي. وشدد على ضرورة إنشاء «نظام إسلامي عادل» في افغانستان، يلحظ مشاركة كل شرائح المجتمع بصرف النظر عن انتمائها العرقي واللغوي والمذهبي، ما يوحي بمحاولة «طالبان» تجاوز خلافاتها السابقة مع باقي الفئات العرقية والمذهبية. كما اكد التوجه الجديد في الحفاظ على المكتسبات المادية والمعنوية للأفغان، وضرورة إشراك كل فئات الشعب فيها وبينها النساء، وحرص الحركة على بناء علاقات حسنة على أسس الاحترام المتبادل مع دول العالم، خصوصاً دول الجوار. الى ذلك، عارض الملا عمر محاولة اعضاء سابقين في «طالبان» اجراء اتصالات مع باكستان وتركيا ودول خليجية لمحاولة فتح مكاتب للحركة فيها. وشدد على ان المكتب السياسي ل «الإمارة الإسلامية» هو الجهة الوحيدة المخولة بالتحدث نيابة عن قيادة الحركة، و «من يتحدث بلا تفويض من المكتب يعبّر عن رأيه فقط، ولا تقبل الامارة الاسلامية نتائج مفاوضاته». على صعيد آخر، قتل رجل دين يدعى أخطر محمد و4 من عناصر الشرطة في هجومين في ولاية قندهار (جنوب)، فيما أعلنت وزارة الداخلية سقوط 40 من مسلحي «طالبان» واعتقال 13 آخرين في عمليات مشتركة نفذتها قوات افغانية وأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات ننغرهار وبقلان وساريبول وقندهار وميدان وردك وغزني وبكتيكا وهلمند.