حشدت فصائل «الحراك الجنوبي» في اليمن أمس، عشرات الآلاف من أنصارها في مدينة عدن احتفالاً بالذكرى ال50 لثورة «14 أكتوبر» ضد الاحتلال البريطاني، مؤكدةً على رفضها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي يشرف على نهايته وتمسكها بمطلب الانفصال، في حين انهارت الهدنة بين الحوثيين والسلفيين في صعدة (شمال) وتجددت الاشتباكات موقعةً قتلى وجرحى من الجانبين. وتوافدت الحشود إلى ميدان «العروض» من مختلف مناطق الجنوب وحمل المتظاهرون أعلام دولة اليمن الجنوبي التي كانت قائمة قبل إعلان الوحدة مع الشمال في العام 1990 كما وصل معها القيادي في الحراك ورئيس «المجلس الأعلى للحراك الجنوبي» حسن باعوم قادماً من مسقط رأسه في حضرموت في موكب كبير. وتنوعت الشعارات التي حملها المتظاهرون بين رفض للحوار الوطني ودعوة لاستعادة دولة الجنوب، فيما سقط عدد من الجرحى جراء إطلاق نار واشتباكات بين مسلحين ينتمون لفصيل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض المقيم في الخارج وفصيل باعوم. وكان الفصيلان المتنافسان رفضا الانخراط في مؤتمر الحوار. ودعا البيض، آخر رئيس في الجنوب قبل الوحدة، أمس في خطاب بثته قناة تلفزيونية يديرها من بيروت، المجتمع الدولي والإقليمي إلى مراجعة مواقفه ودعم مساعي»الحراك» ل»فك الارتباط» عن الشمال، وقال: «إن قضية شعب الجنوب تدخل في هذه الأيام مرحلة دقيقة وحاسمة تتعلق بوجود الثورة الجنوبية وكيان وهوية شعب الجنوب أما أن يكون أو لا يكون». وتبادل الحوثيون والسلفيون في صعدة الاتهامات في شأن خرق هدنة عقدتها لجنة رئاسية قبل نحو شهر، وتجددت الاشتباكات بين الجانبين منذ الأربعاء الماضي مخلفة حوالى 8 قتلى و6 جرحى وسط توتر ينذر باندلاع المواجهات على نطاق واسع في حال لم يتمكن الوسطاء من نزع فتيلها وإعادة مسلحي الفريقين إلى مواقعهم السابقة.