تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما مواصلة بلاده ملاحقة المتطرفين من دون الدخول في حروب، وذلك بعد عمليتين نفذتهما القوات الخاصة الأميركية في الصومال وليبيا نهاية الأسبوع الماضي، أدت إحداهما إلى اعتقال القيادي المفترض في تنظيم «القاعدة» أبو أنس الليبي، فيما فشلت الثانية في الصومال في اعتقال الكيني من اصل صومالي عبد القادر محمد عبد القادر، وهو زعيم في «حركة الشباب الصومالية» يعرف باسم «عكرمة». وقال أوباما: «ضربنا النواة المركزية للقاعدة التي عملت في البدء بين أفغانستان وباكستان، قبل ان تظهر مجموعات إقليمية بعضها مرتبط علناً بالتنظيم او عقيدته، وأخرى تتمتع باستقلال ذاتي». وزاد: «من النادر عمل مجموعات خارج حدودها، لأنها أكثر قدرة على إلحاق خسائر داخل حدودها»، مسمياً أفريقيا بين الاماكن التي يمكن ان تختبئ فيها هذه المجموعات. واشاد اوباما بالعمليتين في ليبيا والصومال، معتبراً أنهما جسدتا «القدرات والتفاني والحرفية النادرة لعناصر قواتنا المسلحة»، لكنه رفض الرد على سؤال حول شرعية اعتقال أبو أنس الليبي بالنسبة الى القانون الدولي. في غضون ذلك، صرحت أماندا دوري، مساعدة وزير الدفاع الأميركي، امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بأن إسلاميي حركة الشباب الصومالية سيبقون على الأرجح لبعض الوقت مصدر التهديد الأول في شرق أفريقيا. واضافت: «رغم ان حركة الشباب ضعفت بتأثير الهجمات في الصومال وإثيوبيا وجهود قوة الاتحاد الافريقي في الصومال، فما زالت تشكل خطراً، وهي قادرة على شن هجمات غير تقليدية ومتطورة». وأشارت إلى أن مساعدة الصومال في إنشاء دولة مسالمة ومستقرة سيمنع استخدام الإرهابيين مجدداً أراضيها قاعدة خلفية لهم. في بريطانيا، حذر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية (ام آي 5) أندرو باركر من ان آلاف الاسلاميين المتطرفين موجودون في البلاد، ويعتبرون المواطنين «أهدافاً شرعية». وقال باركر، في كلمة ألقاها في لندن اعتُبرت الأولى له منذ ان تسلم مهماته في نيسان (أبريل) الماضي: «نواجه تهديدات من جبهات عدة، ونتوقع تنفيذ محاولة إرهابية كبيرة او اثنتين في بريطانيا سنوياً». وزاد: «تشكل القاعدة والمنظمات التابعة لها دائماً التهديد المباشر، لكن اسباباً جيدة تحتم قلقنا من الوضع في سورية». ودافع عن عمليات التنصت المعتمدة لمحاولة ردع التهديدات، رافضاً اتهامات بأنها «عمليات تجسس من كل صوب، إذ يقتصر عملنا على أشخاص يشكلون تهديداً، فيما هناك حواجز لحماية المواطنين».