سيطر مقاتلو «الجيش الحر» على معبر حدودي بين سورية والأردن بعد مواجهات استمرت بضعة أسابيع، في وقت تجري عمليات كر وفر بين مقاتلي المعارضة وقوات نظام الرئيس بشار الأسد في ريف حلب شمال البلاد. وسقط قتلى في مواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعومة من «حزب الله» قرب دمشق. وافاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي الكتائب المقاتلة سيطروا على كتيبة الهجانة قرب مدينة درعا «بعد حصار دام شهرين من قبل الكتائب المقاتلة واشتباكات عنيفة منذ شهر في محيطها ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية وإعطاب عدد من الآليات للقوات النظامية». وقالت مصادر المعارضة انه بعد أسابيع «من المرابطة على تخوم كتيبة الهجانة من أبطال عناصر الجيش الحر والقصف المدفعي من طواقم الراجمات التابعة للفوج وبسالة عناصر الألوية والكتائب المشاركة، تم تطهير وتحرير كامل المعبر الحدودي القديم (درعا البلد - مدينة الرمثا الأردنية) من آخر فلول كتائب الأسد، وأصبح المعبر الحدودي القديم تحت سيطرة أبطال الجيش السوري الحر». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، أن بعض عناصر الهجانة انسحب من المركز، بينما سجلت خسائر بشرية لم تحدد بعد في صفوف الطرفين المتقاتلين. ويقع مركز الهجانة على الحدود الأردنية، بمحاذاة مركز الجمرك القديم الذي استولت عليه مجموعات من المعارضة المسلحة، وبينها «جبهة النصرة» قبل أيام. وبات الشريط الحدودي الممتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل، خارجاً عن أي سيطرة للقوات النظامية السورية. وقال «المرصد» إن الطيران الحربي شن غارات على المنطقة الغربية لبلدة داعل ومناطق في مدينة أنخل وبلدة المزيريب في ريف درعا، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة بمحيط «كتيبة الكونكورس والإشارة» قرب مدينة نوى و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». وفي دمشق، أفاد «المرصد» أن الاشتباكات العنيفة تجددت أمس «بين القوات النظامية مدعمة بعناصر قوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدات الذيابية والحسينية والبويضة ما أدى إلى سيطرة القوات النظامية على قرية الشيخ عمرو والبساتين الفاصلية بين بلدتي الذيابية والبويضة وخسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة البويضة». وتابع «المرصد» أن «حصاراً مطبقاً فرضته قوات النظام على بلدة الذيابية في محاولات مستمرة للسيطرة على هذه البلدات، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بينهم قائد لواء مقاتل وعشرة عناصر في صفوف القوات النظامية والقوات الموالية». وفي شمال البلاد، قال نشطاء إن قوات النظام بدأت امس عملية عسكرية لاقتحام عددٍ من أحياء حلب الغربية الجنوبية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، وأنها قصفت بكثافة نيرانية ضخمة أحياء المشهد وسيف الدولة وصلاح الدين، مشيرين إلى أن مقاتلي «الجيش الحر» عززوا مواقعهم على «جبهات القتال» وحاولوا شن هجوم مضاد في حي الأعظمية الواقع تحت سيطرة النظام، ما أدى إلى مواجهات على «جبهات سيف الدولة وصلاح الدين عند جامع سعد بن أبي وقاص القريب من حي الأعظمية وخروج تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات النظام من ملعب الحمدانية وتوجهها لصد هجوم الجيش الحر». وأفاد «مركز حلب الإعلامي» أن «الجيش الحر استعاد السيطرة على منطقة الحمام الاستراتيجية قرب خناصر من جهة حماة (وسط البلاد) وأعاد محاصرته لقوات النظام في خناصر واستعاد زمام المبادرة في المنطقة، وسط أنباء عن خروج رتل عسكري ضخم من مدينة السلمية في حماة متجهاً إلى الريف الجنوبي، لإيقاف تقدم الجيش الحر ومنعه من قطع طريق إمداد قوات النظام إلى حلب مجدداً»، لكن «المرصد» اكتفى بالإشارة الى حصول مواجهات «عند حاجز قرية الحمام بريف خناصر وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». من جهته، أفاد «المرصد» أن الكتائب المقاتلة استهدفت بقذائف الهاون تجمع القوات النظامية في ملعب الحمدانية «ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة عند معبر كراج الحجز». كما قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة السفيرة ترافق اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في ريف حلب الجنوبي». وأضاف أن هناك «أنباء عن استعادة الكتائب المقاتلة السيطرة على مناطق في قرية القرباطية الواقعة على طريق سلمية - مطار حلب الدولي». واستمرت امس الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في ريف إدلب، ما أدى إلى «تفجير ناقلة جنود للقوات النظامية في معسكر الحامدية ووقوع خسائر بشرية في صفوفها»، وفق «المرصد».