أكد رئيس مجلس أمناء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمياه الأمير خالد بن سلطان أمس أنه على رغم التهديدات الأمنية التقليدية، «إلا أن المياه ستكون عامل التغيير في قواعد اللعبة السياسية في المنطقة»، داعياً دول المنطقة والعالم إلى اعتماد نهج الإدارة المعرفية المتكاملة للمياه، و«الحوكمة» العالمية للمياه. وحذّر من «يوم نصحو فيه على إرهاب مائي يدمر محطات التحلية، أو يسمم الأنهار والآبار والمياه الجوفية». (للمزيد) وقال إن «الإرهاب المائي البيولوجي قادر على قتل الشعوب وإفناء الدول». وأشار الأمير خالد بن سلطان، في كلمة أمام اجتماع مجلس أمناء الجائزة في العاصمة الهنغارية بودابست أمس، إلى أنه «على رغم التهديدات الأمنية التقليدية، إلا أن المياه ستكون هي عامل التغيير في قواعد اللعبة السياسية في المنطقة. فالزيادة المطردة في عدد السكان والسياسات المائية التوسعية والاستثمارات المتطاولة في البنية التحتية تشكل ضغطاً على موارد المياه القائمة والشحيحة أصلاً». وأضاف: «أن ما سيتعرض إليه العالم من أخطار سيكون الماء مبعثها ومركزها، إن لم نتدبر أمرنا في وعي ورشد». وعلى صعيد آخر، ناشد الأمير خالد بن سلطان، في افتتاح قمة بودابست للمياه، المجتمع الدولي إيلاء «الإرهاب المائي البيولوجي» الأهمية القصوى. وحذّر من يوم «نصحو فيه على إرهاب مائي يدمر محطات التحلية، أو يسمم الأنهار والآبار، والمياه الجوفية وخطوط التحلية». وقال في كلمته أمام القمة: «الإرهاب المائي لم يحظَ بالاهتمام الكافي، مع أنه أشد خطراً مما نتخيل.. ومعظم الدول قد تظن أنها في مأمن منه». ودعا إلى إقحام إدارة الموارد في جداول الديبلوماسيين والاقتصاديين «وعدم تركها محصورة في أيدي اختصاصيي الموارد المائية وحدهم». وقال الأمير خالد بن سلطان في تصريحات صحافية على هامش القمة: «أعتقد بأن أهمية المياه أكبر بكثير من أهمية النفط، لذلك ربما حان الوقت لإنشاء مجلس أعلى للمياه في السعودية». ورداً على سؤال ل«الحياة» حول تأثير التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، التي وصفها ب«الأفقر مائياً»، قال: «لست من اعتبر منطقة الشرق الأوسط الأفقر، فذلك رأي الخبراء والعلماء الذين أكدوا أن المنطقة تعد الأفقر عالمياً بالنسبة للمياه، ولكن أعتقد شخصياً بأن أي شعب يجد نفسه يعاني العطش والجوع ستتولد لديه اضطرابات، ولذلك المياه مصدر كل نعمة، فهي مصدر الأمن الغذائي، وأعتقد بأن أمن أية دولة يرتبط بالأمن المائي».