اتهم متمردو «الحركة الشعبية – الشمال» الحكومة السودانية بمواصلة غاراتها الجوية واستهداف المدنيين في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان، فيما نفت الخرطوم تقارير عن ارتكاب قوات حكومية عملية اغتصاب جماعي في إحدى بلدات ولاية شمال دارفور. وقال مسؤول الإعلام في «الحركة الشعبية» أموجا دلمان أمس، إن كبار قادة النظام الحاكم في السودان، «خططوا وموّلوا ونفذوا حملة إبادة جماعية في منطقة جبال النوبة، مستفيدين من غياب الإعلام العالمي والإقليمي والمنظمات الحقوقية المعنية». وكشف دلمان عن «انتهاكات جسيمة» للقانون الدولي، شملت «منع منظمات إنسانية من إيصال مساعدات وحرمان عشرات الآلاف من الأطفال من جرعات التطعيم وتدمير مصادر المياه وإحراق مزارع وتدمير منشآت خدماتية». وأشار إلى أن الشعب السوداني «أصبح مستهدفاً مع سبق الإصرار والترصد» من قبل النظام، وأن عمليات الاغتيال مستمرة حتى داخل العاصمة الخرطوم. ونقل دلمان تعازي حكومة الإقليم وشعبه لأسرة المطربة نعيمة أبيض التي استهدفها الطيران الحكومي قبل يومين في منطقة تنقلي في مقاطعة دلامي. وتستعد الحكومة لجولة مفاوضات جديدة مع متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» بوساطة أفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأربعاء المقبل. وفندت الحكومة السودانية تقارير عن ارتكاب قوات حكومية عملية اغتصاب جماعي في بلدة تابت في ولاية شمال دارفور. وأكد وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة أن لا معلومات حول تلك الحادثة وقال للصحافيين: «لم نسمع بوجود اغتصاب جماعي أو تحقيق من الأممالمتحدة في الأمر». وأشار مدعي جرائم دارفور ياسر أحمد محمد إلى «تحريات ميدانية للتحقق من الأمر، أكدت عدم صحة ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الإذاعات المحلية»، مؤكداً أنه أجرى اتصالات بمسؤولين في الولاية وأكدوا خلو المنطقة من أي اتهامات في هذا الشأن. وكانت بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، أن محققيها منعوا من الوصول للبلدة للتحقيق في تلك المزاعم. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بلاده تشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة عن اغتصاب جماعي في شمال دارفور. وأوضح في بيان أن «هذه مزاعم خطرة تستدعي التحقيق فوراً... وعلى حكومة السودان أن تمنح بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور الوصول الكامل والفوري إلى المناطق المتضررة والضحايا». وبثت إذاعات محلية شهادات لضحايا من بلدة تابت (49 كلم جنوب غرب الفاشر) تفيد بتعرض 200 من النساء والقاصرات في القرية النائية لعمليات اغتصاب نفذتها كتيبة تنتمي إلى الجيش السوداني. وتفيد تسريبات أن قائد الحامية وصل إلى البلدة وعرض على أهلها معالجة الضحايا في مستشفى الفاشر العسكري إلا أن الأهالي رفضوا وطالبوا بتحقيق مستقل. من جهة أخرى، رهنت الخرطوم نجاح مهمة الخبير المستقل المعني بأوضاع حقوق الإنسان في السودان اريستيد نوسين الذي كلفته الأممالمتحدة أخيراً، بمدى رغبته في التعاون مع الحكومة وقدرته على استقطاب الدعم الفني من المجتمع الدولي، ورغبة المجتمع الدولي في تقديم الدعم المطلوب للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان في السودان. وأصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قراراً بتعيين نوسين (من جمهورية بنين) خبيراً مستقلاً لأوضاع حقوق الإنسان في السودان، بدلاً من مشهود بادرين الخبير السابق الذي قدم استقالته. وقالت سفير السودان الدائمة في مجلس حقوق الإنسان رحمة صالح العبيد إن نجاح مهمة الخبير تحت البند العاشر المعني بالمساعدات الفنية وبناء القدرات للسودان في ما يتعلق بحقوق الإنسان، تتطلب أن يتسم بالحياد والموضوعية. وأوضحت أن الخبير الذي رفضه السودان وهو الإرلندي إدوارد توماس، كان يعمل ضمن بعثة «يوناميد» في دارفور وأُعلن شخصاً غير مرغوب فيه في السودان عام 2006، وأضافت إن تعيينه لا يستقيم لأنه يحمل أفكاراً سلبية مسبقة عن السودان، الأمر الذي لا يتيح له التعاون مع الحكومة.