بدأ أمس النظام السوري بتدمير الأسلحة وأجهزة انتاج السلاح الكيماوي، بإشراف مفتشي الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في وقت اعترف الرئيس بشار الأسد بارتكاب «أخطاء» خلال إدارة الأزمة منذ بداية 2011. فيما تحدثت مجلة المانية ان اتفاقاً سرياً بين دمشقوطهران قضى بلجوء الطائرات الحربية السورية الى ايران في حال حصول اي هجوم عسكري خارجي. وقال مصدر في الفريق الدولي إن اعضاء من البعثة المشتركة «توجهوا (أمس) الى موقع، حيث بدأوا عملية التحقق وتدمير» الاسلحة. وأضاف انه كان «اليوم الاول للتدمير حيث سنقوم بتسيير آليات ثقيلة على الأسلحة، وتالياً تدمير الرؤوس الحربية للصواريخ والقنابل الكيماوية التي يمكن ان تلقى من الجو، ووحدات المزج والتعبئة الثابتة والمتحركة». وشدد على ان «تدمير الاسلحة وتفكيك اجهزة الانتاج ينفذها الجانب السوري تحت اشراف الفريق الذي سيعمل لاحقاً على التحقق والتأكد من ان الامر تم بالشكل الملائم». وكان مسؤول في منظمة حظر الاسلحة في لاهاي، قال ان الاولوية هي للتأكد من ان مواقع الانتاج لن تكون صالحة للاستخدام قبل نهاية الشهر الجاري وبداية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأوضح ان طرقاً «سريعة» ستستخدم تبعاً لكل وضع، منها «تدمير شيء بمطرقة» و «سحق شيء بدبابة» و «استخدام متفجرات» او «صب اسمنت». وقال المصدر ان «المرحلة الاولى التي تشمل كشف المواقع من قبل السوريين شارفت على نهايتها، ونحن الآن نتقدم في اتجاه المرحلة الثانية، التحقق والتدمير والتفكيك». في موازاة ذلك، قال الاسد في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الالمانية امس ان حكومته «شفافة جداً» في التعامل مع الفريق الدولي. وقال: «في امكان المفتشين الذهاب الى كل موقع. سيحصلون على كل المعطيات منا، سيتأكدون منها، ومن ثم في امكانهم تقييم صدقيتنا»، في حين أوضح في حديث الى صحيفة «تشرين» السورية الحكومية ان الاتفاق الاميركي - الروسي كان «مبادرة اتفق عليها بين سورية وروسيا، وطرحتها روسيا بطريقة مختلفة»، مشيراً الى ان موافقة دمشق عليها «لا علاقة لها بالتهديدات الاميركية». لكن الأسد أقر في حديثه الى المجلة الالمانية بأن النظام قد يكون ارتكب اخطاء في التعامل بشدة مع الاحتجاجات الشعبية. وقال: «كلما تتخذ قرارات سياسية، تحصل أخطاء. حصلت اخطاء شخصية ارتكبها أفراد. كلنا نرتكب الأخطاء، حتى الرئيس يخطئ»، الا انه اعتبر ان «قراراتنا الاساسية كانت صحيحة». وأضاف رداً على سؤال يتعلق بالمعارضة: «لا يمكن في شكل قطعي ان نقول: هم يتحملون كامل المسؤولية ونحن لا نتحمل اي مسؤولية... الواقع ليس ابيض واسود، ثمة ايضاً بعض المناطق الرمادية. لكن في شكل اساسي يصح القول اننا ندافع عن انفسنا». ونقلت «دير شبيغل» عن الاستخبارات الالمانية ان طهران ابرمت اتفاقاً في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 اتاح للنظام السوري نقل طائراته الحربية الى اراضيها لحمايتها من اي هجوم غربي محتمل. الى ذلك، قال المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي في رده على سؤال خلال برنامج لشبكة «تي في 5» و «اذاعة «آر اف اي» الفرنسيتين ان عقد مؤتمر «جنيف-2» في منتصف الشهر المقبل «ليس اكيداً». وأضاف: «أحاول دعوة الجميع خلال النصف الثاني من تشرين الثاني (المقبل). سنرى. انا واقعي»، معتبراً انه على النظام والمعارضة ان يتوجها «الى جنيف من دون شروط مسبقة». ميدانياً، قال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تجددت على أطراف حي برزة في شمال دمشق، وسط قصف عنيف بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على الحي. وأعلن «جيش الإسلام»، الذي تشكل من نحو 50 فصيلاً في ريف دمشق الأسبوع الماضي، أن مقاتليه صدوا هجوماً لقوات النظام على برزة البلد. وتحاول قوات النظام منذ أسابيع فرض سيطرة كاملة على برزة البلد وقطع خطوط الإمداد بين دمشق الغوطة الشرقيةلدمشق. في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 27 آخرون بجروح في سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلون معارضون على حي في دمشق. وسيطر مقاتلو المعارضة على عدد من المواقع العسكرية للنظام في حماة وسط البلاد، في وقت دارت مواجهات بين «وحدات حماية الشعب» الكردي ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قرب حدود تركيا.