أكد الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، مساء السبت، التزام بلاده كدولة تؤمن بالسلام، بدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، مرحّباً باستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وشدَّد منصور، في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر/تشرين الأول، على دعم مصر لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية على أسّس ومرجعيات واضحة في مقدّمتها مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وصولاً لاستحقاقات السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. واستطرد أن مصر ستقدم كل الدعم اللازم لمسيرة السلام طالما توافرت الإرادة السياسية لبلورتها على أرض الواقع، "فَليس بِالاستيطان أو بِالممارساتِ الاستفزازية في الحرم الشريف يُبنى السلام، وإنما بإجراءات وأفعال لبناء الثقة يتأكد من خلالها صدق النوايا ووجود رغبة حقيقية في تحقيق سلام قائم على العدل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وقال الرئيس منصور إن "حرب أكتوبر/تشرين سيظل يوماً فارقاً في التاريخ المصري والعربي الحديث عنواناً لكبرياء مصر والأمة العربية بأسرها بقدر ما كان تتويجاً لطريق كفاح وفخر سلكناه معاً شعباً ودولة أبى فيه الشعب المصري أن يساوم على وطنه أو كرامته". وأضاف أن يوم السادس من أكتوبر "يذكرنا بقيم النضال واستعادة التراب السليب حين أنصهرت ذواتنا والتزمنا مسؤولياتنا وانصهرت طموحاتنا الشخصية في حلم واحد من أجل وطن واحد"، معتبراً أن "نصر أكتوبر فرض واقعاً جديداً فتح الطريق للسلام بعد أن طوى صفحات الهزيمة والنكسة واسترد لمصر كبرياءها وللعسكرية المصرية اعتبارها". واستطرد قائلاً "لقد انتصرنا حين توجهنا للمستقبل وأخذنا بأسباب العلم علماً وعملاً وتضحية وتسامينا على ضيق المورد وأحبطنا محاولات تحجيم قدراتنا والتحكم في مقدراتنا"، مشدِّداً على أن بمثل هذه الروح "سنُحطِّم أوهام كل من يستعدي مصر وشعبها أو يتعالى عليها وطناً. ووجَّه الرئيس المصري التحية ل"أرواح شهداء حرب أكتوبر" والرئيسين الأسبقين جمال عبد الناصر وأنور السادات و"لكل أيقونات العسكرية المصرية ورمز فخارها". ومن ناحية أخرى دعا الرئيس المصري، إلى حراك مجتمعي حقيقي من جميع أبناء الوطن خلال المرحلة الانتقالية التي يتم فيها استكمال خارطة المستقبل، مشيراً إلى أهمية دور المرأة والشباب خلال هذه المرحلة. وقال منصور، إن "المعطيات الحالية تُثبت أنه بإمكاننا أن نصنع لمصر مستقبلاً مشرقاً"، لافتاً إلى أن الأمل قائم والأحلام قابلة للتحقيق إذا ما أحسنا البذل والعطاء في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخنا. وأشار إلى أن بلاده ستتمم في المستقبل القريب البناء الدستوري بانتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة تُفرز ممثلين مؤهلين للتعبير عن الشعب المصري، داعياً إلى مشاركة مجتمعية نشطة يكون فيها للشباب والمرأة دورهم المهم والمستحق في ميادين العمل الوطني ومجالاته كافة مع الترفُّع عن المزايدة والمهاترات والأهواء والمصالح الشخصية الضيقة.