أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن عملية السلام «تمر اليوم بمرحلة دقيقة وتقف في مفترق طرق صعب»، محذراً من أنها «لم تعد تحتمل فشلاً جديداً أو أن تضيع الفرصة الحالية السانحة كما ضاعت فرص عدة من قبل». وقال مبارك في كلمة أمس لمناسبة احتفالات بلاده بذكرى حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، إن مصر «ستواصل تحركها وجهودها من دون كلل مع الأطراف الإقليمية والدولية كافة، انتصاراً لسلام شامل وعادل ومشرف يضع الشرق الأوسط في مسار جديد، ويفتح أمام دوله وشعوبه صفحة جديدة من السلام والأمن والتعايش والاستقرار». وشدد على أن «السلام كلٌّ لا يتجزأ، وهو الضمان الحقيقي لأمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها»، مشيراً إلى أن بلاده «تعمل من أجل سلام عادل وشامل يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وينهي محنة الشعب الفلسطيني، ويستعيد لسورية ولبنان أراضيهما المحتلة، ويغلق ملف الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الأبد». وأكد أن «المنطقة تشهد أزمات عدة، وأخرى باتت تلوح في الأفق، ولا وقت الآن للمراوغة من استحقاقات السلام ولا لتجاهل أسسه ومرجعياته، ولا بديل عن المضي على طريقه الشائك والصعب برؤية تتجاوب مع تطلعات الشعوب وقادة يملكون الإرادة السياسية وشجاعة القرار». ورأى أن «السلام المصري - الإسرائيلي طرح نموذجاً مشرفاً للسلام العادل يقبل التطبيق على بقية مسارات السلام». واعتبر أن «حرب أكتوبر ستبقى رمزاً لعظمة مصر وصلابة إرادتها ولعزم المصريين وتمسكهم بكرامتهم الوطنية، وستبقى ذكرى النصر برهاناً حياً ومتجدداً على شموخ قواتنا المسلحة وشجاعة وتضحيات أبطالها»، مشيراً إلى أن «الشعب المصري وقف إلى جانب الجيش بعطاء من دون حدود خلال حرب استنزاف مريرة وحرب تحرير شرسة عقب هزيمة العام 1967، وقدم كثيراً من التضحيات من أجل استرداد أراضيه المحتلة واستعادة عزه الوطني وكبريائه». وكان مبارك ترأس أمس في مقر وزارة الدفاع اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، حضره وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسة للجيش، وتناول اللقاء القضايا الداخلية والخارجية، كما وضع الرئيس إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول وآخر على قبر الرئيس الراحل أنور السادات.