يستعد أهالي اللبنانيين ال 18 الذين نجوا من غرق العبارة الأندونيسيّة في بحر سيانجور أثناء محاولتهم اللجوء إلى استراليا، لاستقبالهم اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يصطحبهم رئيس دائرة آسيا وأستراليا في وزارة الخارجية والمغتربين القنصل ماهر الخير، بعد إصدار البعثة اللبنانية في أندونيسيا جوازات سفر موقتة لهم ومن المفترض أن يكونوا غادروا إندونيسيا مساء أمس. وفيما يرتقب وصول اللبنانيين الستة الذين واجهوا السجن بسبب انتهاء صلاحية تأشيراتهم وسددت الغرامات المالية المترتبة عليهم، إلى لبنان الثلثاء المقبل إضافة إلى 5 آخرين هربوا من العبارة قبل إبحارها في عملية تسفير سابقة، تستمر الجهود لإعادة جثث الضحايا بعد الانتهاء من مطابقة فحوص الحمض النووي عليها. وأبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ارتياحه لعودة اللبنانيين الناجين. وتلقى أمس اتصالاً من الوزير أحمد كرامي الموجود في اندونيسيا لمتابعة قضية العبارة، اطلعه خلاله على مسار معالجة الملف وانطلاق دفعة من الناجين إلى بيروت، ومتابعة العمل مع السلطات المعنية لاستكمال الإجراءات والخطوات الآيلة إلى إعادة الجثامين ومواصلة البحث عن المفقودين. وفي السياق، أعلن المستشار الجنائي الدولي والخبير في تعريف الهوية الإنسانية فؤاد أيوب في مؤتمر صحافي في اندونيسيا، أن «العدد الإجمالي للركاب كان 72 شخصاً، إضافة إلى القبطان ومساعده... ومن الثابت أن 28 شخصاً نجوا بينهم 18 لبنانياً». وأكد أن «العدد الإجمالي للمفقودين 44، والجثث المنتشلة عددها 43»، لافتاً إلى أن «هناك معلومات وردت مساء (أول من) أمس عن انتشال جثة يتم التأكد مما إذا كانت لأحد الركاب». وأوضح أن «الفحص الطبي الشرعي للجثث بدأ 1 الجاري بمعدل 12 جثة في اليوم، وأنهت اللجان عملها بتاريخ 4 الجاري، وتبين أن 22 جثة تعود لذكور (18 بالغاً و4 أطفال)، و21 جثة تعود لإناث (14 بالغة و7 أطفال)». وأكد أن «الملف اللبناني أنجز عملياً بالكامل وبلغ عدد البصمات النووية الجينية لدى الفريق اللبناني 19، عائدة إلى 19 عائلة، من بينها 17 بصمة جينية نووية قابلة للاستثمار مباشرة وبصمتان جينيتان نوويتان قابلتان للاستثمار من خلال فحوص مختلفة عن فحوص الأبوة والأمومة، وهي فحوص لإخوة، وإذا لم نصل إلى نتيجة سنذهب إلى الحمض المتقدم ونقوم بفحوص جديدة». وأضاف: «يقع على عاتق الدولة الإندونيسية، كما على عاتق أي دولة تحصل على أراضيها كارثة، الفحوص كافة التي تجري على الجثث، إضافة إلى فحوص الحمض النووي، وهي قامت بالجزء الأول أي الفحوص الطبية الشرعية للجثث، أما الجزء الثاني، أي فحوص الحمض النووي، فللأسف ستبدأ بها الأسبوع المقبل، وتقول إنها تفضل التعامل مع الملف ككل وليس بالتقسيط، ووعدنا أن يتم البدء بالجزء الثاني اعتباراً من يوم غد». وأعرب عن اعتقاده أن «العينات التي أتى بها ستغطي كل الضحايا اللبنانيين». ويفترض أن يكون موفد الحريري إلى أندونيسيا معتز زريقة غادر إندونيسيا إلى سيدني (أستراليا) بعد أن ساهم في ترتيبات عودة الناجين على أن يتابع من هناك مع السلطات الإندونيسية التطورات في شأن نقل الجثث.