يبدأ الانفراج في مأساة لبنانيي عبارة الموت في أندونيسيا، صباح غد الأحد مع عودة الناجين ال18، لتتابع بعد ذلك عملية نقل الجثامين بعد التحقق من نتائج فحوصات الحمض النووي DNA. وفي السياق، استدعى الرئيس اللبناني ميشال سيلمان امس سفير أندونيسيا لدى لبنان ديماس سامودرا روم وطلب منه أن ينقل الى سلطات بلاده تمنياً بتعجيل الإجراءات والترتيبات التي تساعد في إعادة الأحياء والجثامين إلى لبنان بأسرع وقت ممكن، وأن تكثف أعمال البحث عن الذين لا يزالون مفقودين. وكانت البعثة الرسمية اللبنانية إلى أندونيسيا بدأت يومها الثاني في جاكارتا باجتماع في وزارة الدفاع الأندونيسية حيث التقى الوزير احمد كرامي وزير الدفاع الأندونيسي بورنمو يوسجيانتورو، وشارك في اللقاء رئيس الهيئة اللبنانية للإغاثة العميد إبراهيم بشير، والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية جوانا قزي، ورئيس دائرة آسيا واستراليا في وزارة الخارجية القنصل وائل خير. وتم خلال اللقاء، البحث في موضوع غرق العبارة. وشكر كرامي لأندونيسيا «الجهود التي قام بها الجيش الأندونيسي في البحث عن المفقودين وعلى انتشال الجثث والمساعدة في عمليات الإنقاذ». وعن الجديد في موضوع غرق العبارة، قال: «إن شاء الله سنرد معنا المواطنين اللبنانيين الموجودين، أما الجثث، فإن فحوصات الحمض النووي ستأخذ وقتاً، وبالنسبة إلى المفقودين، هناك تباين حول عددهم، فمنهم من يقول إن عددهم واحد، في حين أن نظرية أخرى تقول بأنهم ستة، وسنبحث الموضوع للتأكد من هذه المسألة قبل مغادرة اندونيسيا». واستكمل الوفد اللبناني لقاءاته مع المسؤولين الرسميين باجتماع مع وزير العدل أمير شمشودين لشكره على «تعاون دائرة الهجرة مع السفارة اللبنانية من أجل تسريع عملية الترحيل». ولاحقاً، أفيد أن البعثة اللبنانية أنجزت الإجراءات القانونية الضرورية لعودة اللبنانيين ال18 الناجين، وعملت على تأمين بطاقات السفر لهم، على أن تكون العودة إلى لبنان مساء اليوم، فيصلون إلى بيروت صباح غد الأحد. وفي هذا السياق، أصدر مكتب وزير الخارجية عدنان منصور البيان الآتي: «أبلغتنا السفارة اللبنانية في جاكرتا أنها أنجزت العمل في ما يتعلق بعودة ال 18 لبنانياً الناجين، والتي انطلقت من أندونيسيا تجاه سواحل أوستراليا. سينطلق هؤلاء الناجون برفقة مندوبي الخارجية والأمن العام من جاكرتا مساء يوم غد السبت متوجهين عبر دبي إلى بيروت على متن طيران الإمارات حيث يصلون مطار بيروت الساعة 10:30 صباح الأحد». أضاف: «أما في ما يتعلق بالمساجين اللبنانيين الستة الذين تجاوزوا مدة الإقامة في أندونيسيا، فسيغادرون جاكرتا برفقة الوفد الرسمي الثلثاء المقبل، إضافة إلى خمسة من اللبنانيين الذين لم يصعدوا على متن العبارة التي غرقت، وارتضوا العودة إلى لبنان». فحوص الحمض النووي وكان الوفد اللبناني تسلم اللبنانيين الستة بعد ظهر امس، بعد دفع الغرامات، وهم فرج محيش، محمد عبد اللطيف، خضر درويش، عبد الرحمن عيسى، علي ديب وناصر الدين حسن. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الطبيب الشرعي الذي رافق الوفد اللبناني تمكن امس من دخول المستشفى العسكري في أندونيسيا وعاين الجثث للبدء بفحوصات ال DNA، بانتظار أن تطابق الدولة الأندونيسية هذه العينات خلال أسبوعين. وأعلن العميد بشير من جهته أنه اتفق مع القائمة بأعمال السفارة اللبنانية على «أن تخبرني بأي لبناني يأتي طوعاً إلى السفارة لنعمل على ترحيله على نفقة الهيئة العليا للإغاثة والحكومة اللبنانية»، مضيفاً: «يبقى لنا العمل على ملف شخص وزوجته لا يملكان الأوراق الثبوتية لإعادتهما إلى لبنان».