ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته ال33 بقاعة الفكر، فن الكتابة الساخرة، من خلال ندوة حملت عنوان: «تجربتي في الكتابة»، للكاتب السعودي الساخر الدكتور أحمد العرفج، بمشاركة الإعلامي مفرح الشقيقي الذي علّق على كتابات العرفج، وأدار الندوة الإعلامية دارين خليفة. وتفصيلاً، قال العرفج: «أنا لست كاتباً ساخراً، بل أجد نفسي من خلال ما أكتبه، وهذه طبيعتي، أنتقد كل شيء، حيث أبدأ بنفسي، وانطلق نحو نقد وجلد الآخرين، أنا أتهم نفسي قبل أن يتهمني الآخرون، وبالتالي لا أرد على من يتهمني، لأنه لن يبلغ مني أكثر مما أصيبه من نفسي». واعتبر العرفج أنه يصنف نفسه «عامل المعرفة»، وأنه كاتب محترف، بمعنى أنه يكتب لمن يدفع له، ويميل إلى من يدفع أكثر، ولا يخجل من ذلك، فهو لديه طاقة تستحق من خلال التعبير عنها وتفجيرها أن يُدفع له، وعندما تنضب لن يجد من يدفع له. وقال بكل وضوح أكتب في صحيفتين سعوديتين، وكل منهما تدفع لي، لا مشكلة عندي، فأنا لا أكتب إلا لمن يدفع لي، وشبه نفسه كصهريج الماء عندما يتم فتحه، إذ لا يبخل حينها بتوزيع الماء هنا وهناك، ولكن عندما ينفذ الماء لن تجد من يملأ الصهريج إلا من خلال الدفع. وقال إنه يتلقى النقد من البعض خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تصل إلى مستوى الشتائم، لكنه لا يرد عليهم، بل يعمد إلى إعادة تغريداتهم، ما يؤشر على قبوله النقد، فإعادته لتلك الشتائم تعتبر من وجهة نظره، شكلاً من أشكال قبول النقد، وتفعيل قاعدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ثم أن من «يشتمني هو في النهاية يمدحني بطريقة غير مباشرة، لأنني ساكن في وجدانه ومستولي على مشاعره من غير سلاح». واعتبره مفرح الشقيقي أنه كاتب ساخر بل ساخر جداً، يبدأ السخرية بنفسه، وبالتالي يغلق الباب أمام كل من يحاول انتقاده، فهو يسخر من شكله ومن «كرشه» ومن تصرفاته وسلوكه، فهل يبقى شيء عرضة للنقد أو الهجوم من الآخرين عليه. وأضاف: «للكاتب الساخر العرفج بصمة خاصة في السخرية، كما أنه يكتب بلا سقف أحياناً كثيرة، وفي أحيان أخرى ينخفض السقف ليقترب من السطح، وهو يكتب قناعاته بكل بساطة وبكل عفوية، وينحو نحو السجع في عناوينه من دون افتعال أو ابتذال، كما هو الحال في عنوان كتابه (المختصر من سيرة المندي المنتظر)، و(المهمل من ذكريات التمبل)، وغيرهما». واعتبره شجاعاً في كتاباته إلى حد مخيف، ليس لديه أية مشكلة في تناول أي وزارة أو زير، وعلاقاته بكثير من الوزراء جيدة وحسنة، لكنه لا يوفر أحداً منهم، فكل واحد منهم يمكن أن يقع تحت سيف كتاباته ونقده. وأوضح الشقيقي أن ليس كل ما يكتبه العرفج جميل، «فلديه بالتأكيد أخطاء وإشكالات، لكن كل ذلك لا ينتقص من إخلاصه للمعرفة والقلم والكتابة، فهو متفرغ للكتابة تماماً، وأكثر ما أخشاه أن يُستنزف كتابياً، وينضب». إلى ذلك، وبعد أن انتهت الندوة تحرك فريق الندوة وجمهورها إلى مقر الجناح السعودي المشارك في المعرض، والذي تنظمه في كل عام الملحقية الثقافية السعودية، ليتم توقيع كتاب العرفج في مقر الجناح الذي شهد إقبالاً كبيراً من الجمهور للحصول على نسخة من هذا الكتاب الساخر، كما جرى نقاش من جديد حول كتابات المؤلف. يذكر أن العرفج عامل معرفة وكاتب سعودي ساخر، وحاصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا والتي شملت دراسة المقالات التي كتبت حول تفجيرات أميركا من حيث مواقف الكتاب واتجاهاتهم ومصادر معلوماتهم وجنسياتهم وأجناسهم وأهدافهم من كتابة هذه المقالة أو تلك.