تشهد شركات ومؤسسات تبديل العملات في مكةالمكرمة إقبالا كبيرا يتزامن مع فترة شراء الحجاج لهدايا الحج قبل مغادرة الديار المقدسة، حيث قدر متخصصون حجم العائد على سوق الصرافة بمكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة بأكثر من ملياري ريال خلال موسم حج المنصرم. وتشهد محلات العاصمة المقدسة حالة من التأهب غير المسبوق خاصة في المناطق المتاخمة للمنطقة المركزية والتي تقع على طريق الحجاج المشاة، فيما يحدد موقع المحل بين الحجاج نوعية العملة المطلوبة. وألمح سامي رشيد وهو موظف بمحل تبديل عملات إلى أن الحجاج الآسيويون الأكثر تردداً بسبب ارتفاع عددهم الذي يفوق 350 ألف حاج، إضافة إلى طول إقامتهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة فيما يأتي في المرتبة الثانية الحجاج الأفارقة والذين يقبلون على الشراء أكثر. وبين سليمان أرشد وهو متعامل في سوق الصرافة أن نسبة الزيادة هذا العام بلغت 25% قياساً عن العام الماضي، فيما تركز الطلب على الريال السعودي أولاً ثم الدولار الأمريكي فاليورو. وطالب مستثمرون في سوق تحويل العملات بأهمية تخصيص موظفين مناوبين في مؤسسة النقد أثناء موسم الحج تلبية لطلبات سوق الصرافة في تحويل العملات الدولية التي يكثر عليها الطلب في تلك المواسم. وتتقاسم 35 شركة وبنكاً ومؤسسة كعكة عائدات سوق الصرافة في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة فيما تتفوق طيبة الطيبة كون الحاج يقصدها أولاً في رحلة الحج. وفي العاصمة المقدسة يظل وقوع محل الصرافة على طريق الحجاج وسهولة الوصول إليه من قبل المارة أسباب مهمة لفتح أي محل متخصص في هذا النشاط وتبقى محلات الصرافة التي أصبحت أحد أهم العلامات المهمة على خارطة المنطقة المركزية بسيطة في تجهيزاتها ضيقة في مساحاتها على غير مظهر كثير من المحلات في هذه المنطقة التي تعتبر أغلى مناطق العالم عقارياً. جولة «الرياض» الميدانية أمس الأول على محلات الصرافة كشفت أن وتيرة العمل في هذه المحلات يزيد بشكل لافت قبل وبعد أداء الصلوات في المسجد الحرام فيما يظل سوق الصرافة ملاصقاً للحجاج وحتى في آخر لحظة في المطار أو المنافذ وهو يودع أرض المملكة. قدير عيسى موظف بمؤسسة متخصصة في تحويل العملات أكد تحسن حركة محلات سوق الصرافة وارتفاع العائدات، مشيراً إلى أن العمالة الاندونيسية والآسيوية وتحديداً الباكستانية والبنجالية والهندية رفعت نسبة الإقبال على عملات بلدانهم. وفي سوق الصرافة يكثر الطلب على محلات تحويل العملات في المناطق المركزية بمكةالمكرمة والمدينة المنورة أكثر من البنوك لسببين الأول أن هذه المحلات تلبي رغبات الحجاج في تحويل حتى المبالغ البسيطة للحجاج، كما تصرف لهم فئات منوعة من العملة الورقية السعودية في الوقت الذي لا تتشجع البنوك فيه لصرف تلك المبالغ وبنفس التنوع الورقي في العملات. طلال مرزا رئيس الغرفة التجارية بمكةالمكرمة ربط انتعاش أسواق الصرافة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة بقدسية هاتين المدينتين وقال أنه من أجل تسهيل العمليات التجارية والصيرفية مزج الصيارفة بين أعمال الصرافة والتجارة وتعددت مهام الصرافين لذا كانوا يقومون قديماً بأعمال التسليف ومنح القروض وحفظ الودائع مما زاد في رفع حجم المبالغ التي يحفظونها.