أزاحت البطاقات الائتمانية مكاتب الصرافة من قائمة خيارات الحجاج في طريقة الدفع خلال التبضع والشراء من الأسواق في مكةالمكرمة، بعد أن اختار غالبيتهم التعامل مع «الفيزا كارد» التي تكفي من عناء البحث عن مكاتب الصرافة. وفي حين يفضل مسلمو أوروبا وأميركا وأستراليا التعامل ب «الفيزا» التي وفرتها البنوك المتناثرة حول المسجد الحرام أو الموجودة في الفنادق والأسواق التجارية، تجد تلك الطريقة رواجها لتعفي المعتمرين عناء البحث عن الصرافين ومواقع تبديل العملات، فهي طريقة آمنة للصرف بالعملة المحلية «الريال السعودي». وعلى رغم وجود هذه الفئة من الحجاج، إلا أن هناك من لا يزال يفضل الدفع النقدي، غير أن الثقة في تلك البطاقات سريعة النمو، وربما تصل إلى منافسة حقيقة في يوم من الأيام مع محال الصرافة، فالناس باتوا متعلقين بكل جديدٍ في التقنية، وهي أمست أكثر انتشاراً من ذي قبل. وبحسب تقديرات اقتصادية، حققت مكاتب الصرافة أرباحاً بنحو نصف بليون ريال، معتمدةً على عملات الروبية والليرة والشلن والجنيه والدينار والدرهم، ومن خلالها يسجل الإندونيسيون والماليزيون والأتراك أعلى نسبة تبديل عملات مع الريال السعودي في محال الصرافة مقارنةً بعملات مثل اليورو أو الدولار التي يفضل أصحابها استبدالها بالريال السعودي من طريق بطاقات الائتمان. وأفلح استخدام التقنيات الحديثة في أسواق الصرف خلال السنوات الأخيرة في القضاء على أعمال تزوير العملات، فيما تحارب الجهات المختصة السوق السوداء التي تنشط في مواسم العمرة والحج كل عام. إلا أن توافد حشود الحجاج المقبلين إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من أكثر من 160 دولة، دفع معظم المحال التجارية ومحال بيع التجزئة إلى تصنع التسامح والمرونة بقبول التعامل بعملات الحجاج في المشتريات التي يقتنونها، وعادةً ما يلجأ أولئك إلى عملاتهم بسبب ارتفاع سعر صرف الريال السعودي أمام عملاتهم، إضافةً إلى زيادة تواجد هؤلاء الحجاج بأعدادٍ كبيرة خلال هذه الفترة، ما شجع هذه المحال على قبول عملات الحجاج مباشرةًَ للاستفادة في معظم الوقت من هامش الربح بين صرف العملتين. وتعتبر سوق الصرافة في مكةالمكرمة من أكبر مراكز الصرف في العالم، من خلال حجم تبادل العملات وتنوعها، فيما يمثل الجنيه المصري أبرز العملات العربية التي تقوم مكاتب الصرافة بتبديلها يومياً، ثم العملات الخليجية. ويشعر تجار الصرافة في مثل هذا الوقت بتهديد السوق السوداء لنشاطهم، فبعض المتاجر والمباسط الموسمية متمرسة على استبدال العملة، والأسوأ من ذلك هم العمالة الوافدة التي تستغل هذه المواسم للمتاجرة في أعمال صرف العملات الأجنبية مقابل الريال السعودي، ومكمن الخوف هو من تفاوت أسعار الصرف وانحسار تدفق السيولة النقدية للمبالغ الضخمة لدى شركات الصرافة.