انضم عدد من مقاتلي «الجيش الحر» إلى «جبهة النصرة» بعد سيطرتها على شمال غربي البلاد، في وقت حذر قائد أحد أكبر الفصائل الإسلامية من أن الاقتتال بين فصائل المعارضة يخدم النظام السوري، فيما حققت فصائل «الجيش الحر» تقدماً إضافياً جنوب البلاد، وقد أُعلن عن مقتل وجرح 200 شخص في 280 غارة شنتها القوات النظامية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «وثق 280 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية منذ بداية الشهر الجاري حتى منتصف ليل أمس الجمعة - السبت»، مضيفاً أن مقاتلات شنت 164 غارة فيما ألقت طائرات مروحية 116 برميلاً متفجراً. وأشار إلى أن الغارات أدت إلى مقتل 53 مدنياً بينهم عشرة أطفال، وجرح 150 شخصاً. وكان أحمد عيسى الشيخ قائد «لواء صقور الشام» التابع ل «الجبهة الإسلامية»، قال في مقابلة تلفزيونية بثت على «يوتيوب» إنه يرفض أي اقتتال داخل صفوف المعارضة لأنه يصبّ في مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد أو «الخوارج» في إشارة إلى إيران، لافتاً إلى أنه كان على «رأس قوات الردع التي حاولت وأد الفتنة بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف. وأضاف: «خُذلنا من باقي الفصائل التي وعدت بإرسال عناصرها للاشتراك في قوات الردع والفصل بين الأطراف المتحاربة، وكنت على رأس مقاتلي صقور الشام وأعطيتهم تعليمات واضحة بعدم إطلاق النار على أي طرف حتى لو أطلق النار، لأن إصلاح ذات البين من الأمور العظيمة»، مضيفاً أن «صقور الشام تعرضت سابقاً لتجاوزات من قِبَل جمال معروف، وتم التعامل معها بحكمة وتطويقها والحرص على عدم انتشارها بين جميع المقاتلين»، نافياً مشاركة فصيله في القتال الأخير. تزامناًً، أصدرت مجموعة من قيادات «الجيش الحر» في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب بياناً نفت فيه خروج كل فصائل «الجيش الحر» من المنطقة. وقالت في بيان إن عمليات «النصرة» وسيطرتها على جبل الزاوية كانت «في إطار محاسبة الفساد والمفسدين، وشاركت فيها مجموعات وأفراد من فصائل مختلفة، داعين المقاتلين المتضررين من تلك الأحداث إلى الالتحاق بفصائل الجيش الحر العاملة أو الجبهات الإسلامية». وحذر البيان من أن السياسة التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه القضية السورية «ستجعله يوماً من الأيام في مواجهة الشعب السوري». شمالاً، قال «المرصد» إن الطيران الحربي «نفذ غارات على مناطق في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، في وقت دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة - السبت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في منطقة البريج ومنطقة المناشر بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، كذلك دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط قرية سيفات بريف حلب الشمالي، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباكات». في شمال شرقي البلاد، دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في منطقة حويجة صكر بأطراف مدينة دير الزور وسط تنفيذ الطيران الحربي غارة على المنطقة ترافق مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباكات». في جنوب البلاد، قال «المرصد» أنه «تعرضت مناطق في الطريق الواصلة بين بلدة الشيخ مسكين ومدينة نوى لقصف جوي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة في المنطقة، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على السهول الغربية لبلدة عتمان من دون أنباء عن إصابات، بينما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة داعل عقبه قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة». وقال: «الهيئة السورية للإعلام» إن «فصائل الجبهة الجنوبية أحرزت أمس تقدماً جديداً على جبهة الشيخ مسكين في ريف درعا، حيث تمكنت من تحرير حاجز الزفة بعد معارك مع قوات الأسد واستعاد الجيش الحر أسلحة ثقيلة ومتوسطة من الحاجز». ونقلت عن العقيد سمير الغزاوي قائد «لواء عاصفة حوران» في الشيخ مسكين قوله: «إن أهمية حاجز جسر الزفة تكمن في قطع طريق الإمداد لقوات الأسد الموجودة في المنطقة الغربية من المدينة، إلى جانب تمكن الفصائل من فتح الطريق أمام الجيش الحر لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية إلى الأهالي». وأضاف أن «فصائل الجبهة الجنوبية لا تزال تحاصر قيادة اللواء 82 الواقع شمال الشيخ مسكين، ما اضطر نظام الأسد لسحب قواته باتجاه مؤخرة اللواء الواقعة شمال شرقي المدينة خوفًا من الاقتحام المفاجئ». في ريف دمشق، شن الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، «ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الكتائب الإسلامية على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 13 شخصاً آخر بجروح، عقبه فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على أطراف المدينة»، وفق «المرصد» الذي أضاف أن «الطيران الحربي نفذ خمس غارات أخرى على مناطق في بلدة حزرما بالغوطة الشرقية، ما أدى لاستشهاد طفلة ورجل وسقوط ما لا يقل عن 6 جرحى بينهم نساء وأطفال في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من طرف آخر في محيط بلدة حوش الفارة بالغوطة الشرقية. وسقطت صواريخ عدة يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على أطراف بلدتي زبدين وبالا بالغوطة الشرقية، كما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في جرود القلمون الغربي، ترافقت مع قصف من جانب قوات النظام على مناطق الاشتباكات، كذلك نفذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق في محيط بلدة زبدين في الغوطة الشرقية».