يتفاخر الشاعر عيضة السفياني بأنه أول شاعر سعودي يعلن ميوله الرياضية إبان مشاركته في برنامج «شاعر المليون» قبل أعوامٍ عدة، وكذلك أول شاعر شعبي يشارك في بطولة مسلسل رمضاني، من خلال ظهوره في مسلسل «شباب البومب» بحلقتين تنتقدان وضع الشعر في الوقت الحالي. وقال السفياني ل«الحياة»: «أنا غير راضٍ عن حال الشعر في الوقت الحالي، للأسف تحوّل في الفترة الأخيرة إلى سلعة رخيصة، بمعنى أنه أصبح وسيلة «شحاذة»، من خلال عدد من الشعراء الذين يهيمون ويهدرون ماء وجوههم من أجل المال»، لافتاً إلى أن الحلقتين اللتين شارك فيهما لافتتان للانتباه وتسلطان الضوء على السلوك المهين للشعر. وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي قتلت الشعر «وأقصد هنا الشعر الإبداعي، فالشاعر عندما يحاول كتابة قصيدة يضع في ذاكرته تويتر فيضطر إلى تحويل فكرته إلى كتابة بيتين فقط، ما جعل التغريدة تقتل القصيدة». وفي ما يأتي نص الحوار: شاركت في مسلسل «شباب البومب»، كيف تقوّمها؟ - مشاركتي في مسلسل «شباب البومب» الذي يؤدي بطولته الفنانون فيصل العيسى وفيصل العمري وشعيفان محمد، عرّفتني بجمهور لم يشاهدني من قبل في برنامج «شاعر المليون»، وعموماً أعتبرها إضافة مميزة في مسيرتي الشعرية. الحلقة التي شاركت فيها تتحدث عن مسابقات الشعر وحصول الشعراء على شرهات، هل أنت راضٍ عن حال الشعر؟ - بالتأكيد غير راضٍ عن حال الشعر، للأسف تحوّل في الفترة الأخيرة إلى سلعة رخيصة، بمعنى أنه أصبح وسيلة «شحاذة»، من خلال عدد من الشعراء الذين يهيمون ويهدرون ماء وجوههم من أجل المال. والحلقتان اللتان شاركت فيهما تلفتان الانتباه وتسلطان الضوء على السلوك المهين للشعر. عيضة السفياني يلمح في قصائده إلى السياسة لكنه لا يجعلها واضحة، هل تخاف السجن كغيرك من الشعراء الشعبيين؟ - شاعر الوطن الحقيقي هو من يتحدث عن هموم الوطن وأخطائه ويحاول رسم صورة جميلة له. الشعر رسالة، والوطن عبارة عن مستويات واتجاهات، هناك من يستحق الشكر والثناء، وهناك من يستحق الانتقاد. وأنا ضد النظرة السوداوية والتطبيل، وما تتم مناقشته في شكل غير واضح هو الشعر الحقيقي. تطاولكم اتهامات بكتابة قصائد المديح في الآونة الأخيرة، هل الظروف المعيشية وغلاء الأسعار لهما دور في مشاعركم؟ - المديح غرض من أغراض الشعر، فهناك من يستحقه. للأسف لدينا شعراء تحولت تجربتهم إلى مدائحية. صدقني تلقيت عشرات الدعوات لأمسيات لكنني أرفضها لأنها تتطلب المديح. لست مع المديح المباشر الذي توجه له شعراء كثر. أنت أول شاعر أعلن ميوله الرياضي من خلال مشاركتك في «شاعر المليون»، ماذا استفدت حتى الآن من تلك الجرأة؟ - أعترف بأنني سننت سنة أحسبها حسنة وأرجو أن يكتب لي أجرها وأجر عملها، وبعد أن أعلنت ميولي ظهر شعراء من بعدي وأعلنوا ميولهم الرياضية إلى درجة أن بعضهم أعماه التعصب. استفدت من إظهار ميولي الرياضية في مسيرتي، لكنني أكتب ما أراه من إبداع يقدمه نادي الهلال وجماهيره، من دون أن أنتقص من حقوق الآخرين، وفي النهاية كلنا أخوة يجمعنا الشعر والرياضة، ولا تفرقنا الميول. نشأت وترعرت في مدينة شعرية وهي الطائف، لماذا أنت الوحيد الذي برز من شعراء تلك المدينة؟ - مدينة الطائف عرفت بالشعر والشعراء وولاّدة للمبدعين في المجالات جميعها، لم أكن أشعرهم، لكنني أوفرهم حظاً، وفي الطائف أعداد كبيرة من الشعراء المميزين الذين تطول القائمة بذكرهم، فعلى سبيل المثال الحميدي الثقفي وردة السفياني. فن القلطة الذي اشتهرت به مدينتك، هل سنراك يوماً شاعر قلطة؟ - أول تجربة شعرية لعيضة السفياني من طريق القلطة، لكن هذا الفن الجميل تحول في الآونة الأخيرة إلى طعن في الأشخاص وتنابز بالألقاب، وأصبح وجبة شعرية قليلة الدسم إلا ما ندر. غياب الفعاليات الشعرية في المملكة حالياً، من وجهة نظرك ما سببه؟ - قد يكون السبب التشبع من الشعر، ونقص الوعي وعدم الإلمام في تنظيم هذه الفعاليات، وكذلك لا يوجد إعلام شعري متخصص، سوى قنوات شعرية تعمل بلا خطط، وجميع ما ذكرته جعل من مهرجاناتنا تحبو ولا تسير على الطريق الصحيح. دائماً شعراء الفصحى ينظرون لكم نظرة دونية، ما ردك على تلك النظرة؟ - شعراء الفصحى أساتذة مهما يقولون عن زملائهم الشعبيين، فنحن أصحاب التفوق والمكوث في قلوب الناس، وعلى رغم نظرتهم لنا، إلا أننا ننظر لهم نظرة علياء على رغم وجودهم في ذاكرة النسيان. كيف ترى مستقبل الشعر بعد ثورتي «تويتر» و«فيسبوك»؟ - مواقع التواصل الاجتماعي قتلت الشعر، وأقصد هنا الشعر الإبداعي، فالشاعر عندما يحاول كتابة قصيدة يضع في ذاكرته «تويتر» فيضطر إلى تحويل فكرته إلى كتابة بيتين فقط، فالتغريدة قتلت القصيدة.