اندلعت أمس اشتباكات عنيفة في سوق مدينة بعلبك (البقاع) التجاري، بسبب خلاف بين حاجز ل «حزب الله» يفتش السيارات في إطار التدابير الأمنية للحزب تحسباً من تفجيرات، وبين أحد أصحاب المحلات التجارية في السوق ويدعى أبو طارق الشياح. وبعد مواجهات دامت أكثر من 3 ساعات ابتداء من الظهر، ساد هدوء وتمكن الجيش من الانتشار داخل السوق وبعض النقاط الساخنة فاصلاً بين الطرفين. لكن الاشتباكات ما لبثت ان تجددت عصراً. وكانت الاشتباكات بدأت عندما هاجم الشياح حاجزاً ل «حزب الله» في سوق المدينة، على خلفية حادث وقع بينه وبين أفراد الحاجز قبل يومين، قرب حلويات الجوهري. وكان إشكال آخر وقع الأسبوع الماضي على الحاجز ذاته، حيث أنزل عناصر «حزب الله» شاباً من سيارته وأشبعوه ضرباً لأنه احتجّ على تفتيشها والتحقيق معه. وأفادت معلومات أخرى أن حاجز «حزب الله» أوقف الشياح أمس ووضعه في صندوق سيارة، حيث كان يوجد رشاش حربي، فسارع المعتقل إلى استعماله، مطلقاً النار على من أوقفوه فأردى أحدهم وهو عماد بلوق، الملقب بعماد الزكرة والمسؤول المحلي في «حزب الله»، قبل أن يردوه. وفي حين اشارت معلومات الى ان الاشتباكات التي جرت بين عناصر من «حزب الله» واشخاص من آل شياح لا علاقة مباشرة ل«الجماعة الاسلامية» بها تردد ان شقيق احد مسؤولي الجماعة هو من حصل معه الاشتباك الاولي. وفيما أوضحت معلومات مراسلين إعلاميين في بعلبك، أن «حزب الله» استخدم في الاشتباكات أسلحة ثقيلة وأن قذائف سقطت على بعض الأحياء. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أنه حصل تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة خلال الاشتباكات التي حصلت في المدينة. وأوضحت في بيان أنه «عند الساعة 11:50 من قبل ظهر اليوم (أمس)، حصل تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة بين عناصر مسلحة في محلة سوق القلعة - بعلبك، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين. وعلى الفور انتشرت قوة من الجيش في المكان، وباشرت بملاحقة المسلحين ودهم بعض الأماكن المشتبه بلجوئهم إليها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص». وكانت الوكالة «الوطنية للإعلام» الرسمية أفادت عن سقوط خمسة قتلى هم: عماد بلوق، هشام وهبي، علي مصطفى الرفاعي (بائع خضار) وعلي سامي المصري الذي كان يتنقل على دراجته داخل السوق ومحمد علي صلح الذي قضى بعد تجدد الاشتباكات برصاص القنص، وسقوط خمسة جرحى هم: أحمد توفيق حسن (أصيب في يده)، محمد الشياح (أصيب في صدره)، ياسر سعيد، عبدالناصر جاري (أصيب في رأسه) وعلي محمود وهبه. وفيما قال مقربون من «حزب الله» إن الاشتباك حصل مع عناصر ينتمون ل «جبهة النصرة»، قال مفتي بعلبك خالد الصلح إنه «لا يوجد أي عنصر من جبهة النصرة في بعلبك». وفي حين ذكر بعض محطات التلفزة أن «حزب الله» نفذ اعتقالات في المدينة بعد دهمه بعض المنازل يشتبه بوجود أسلحة داخلها، أعلن النائب كامل الرفاعي رفضه الاعتقالات، داعياً إلى «ترك هذا الأمر لأجهزة الدولة». وناشد آل الصلح في بعلبك القوى اللبنانية الشرعية الدخول إلى «المدينة ونزع فتيل التوتر». وتحدثت معلومات عن اتصالات مكثفة جرت بين قيادة «حزب الله» و،القوى الأمنية و«الجماعة الاسلامية» لوقف الاشتباكات. وأبدى النائب غازي زعيتر، أسفه لسقوط ضحايا في مدينة بعلبك، مطالباً القوى الأمنية «من جيش وقوى أمن، بالضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن». ورأى أن ما حصل «يأتي نتيجة شحن طائفي ومذهبي، علماً أن تاريخها يشير إلى عكس ذلك، فأبناؤها مسلمين ومسيحيين، يعيشون كعائلة واحدة، لكن الدخول الغريب إلى المدينة والشحن المذهبي من بعض السياسيين يترتب عليهما سقوط ضحايا».