أذعنت طالبات في عدد من مدارس المنطقة الشرقية، لنداءات إدارات مدارسهن، بضرورة تنظيف المدرسة من الأتربة والغبار، وذلك بعد انتشار الروائح الكريهة في المدرسة بعد مرور أسابيع على بداية العام الدراسي، وبعد تعذر تنظيفها من إدارات المدارس بحجة «عدم وجود موازنة كافية». فيما حصلت «الحياة» على مخاطبات عدة، بين مدارس والإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، تتلخص بالحاجة «الماسة» إلى صيانة المدارس، ومرافقها، وأجهزتها «لاسيما أجهزة التكييف». فيما يعكف أولياء أمور حالياً، على رفع شكاوى «رسمية» إلى وزير التربية والتعليم، لتوضيح حجم «المشكلات التي تعاني منها مدارس المنطقة الشرقية». فيما شدد آخرون على ضرورة أن يكون لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة) دور في تقصي أسباب هذا القصور، على رغم الادعاءات الكثيرة بالانتهاء من تجهيز المدارس، سواءً لناحية النظافة، أو الصيانة، أو التكييف». وتفاجأ أولياء أمور الطالبات بمستوى النظافة، و»غياب أبسط الخدمات المقدمة، إضافة إلى تعطل أجهزة التكييف»، ما دفعهم إلى رفع شكاوى متكررة إلى إدارات المدارس. فيما طلبت إدارات المدارس منهم «رفع شكاوى متكررة لإدارة التربية والتعليم، وإشاعة حجم هذا القصور في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصل إلى المسؤولين في وزارة التربية، ويضعوا حداً لهذه المشكلة». وحصلت «الحياة»، على خطابات مرسلة من إحدى المدارس الثانوية تفيد ب «قصور واضح، وتدني مستوى الخدمات المدرسية». فيما جاء في خطاب آخر (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه): «نعاني من مؤسسة ... (تحتفظ «الحياة» باسمها)، لعدم تجاوبها معنا فيما يخص التكييف، مثل الصيانة والتغيير والتركيب». كما ورد في خطاب وجهته مدرسة بنات في مدينة الدمام، أن «الساحة الداخلية للمدرسة، تم تغطيتها بمظلات غير فاعلة، ولا تحوي عازلاً للحرارة، ولم يتم تركيب المكيفات التي صُرفت للمدرسة، وعددها 8 مكيفات. وتم مخاطبة الشركة المسؤولة مرات عدة، منذ العام الماضي، ولم يكن هناك أي تجاوب من قبلهم، بحجة أنه ليس لديهم تصريح من إدارة التربية والتعليم». وتمنت إدارة المدرسة، «اتخاذ إجراء عاجل، إذ إن الطالبات يعانين من شدة الحرارة». كما أن دورات المياه في المدرسة «لم يتم صيانتها، ولا زالت على حالها، على رغم أنها تالفة، وغير قابلة للاستخدام نهائياً، والمواسير مكسرة، والمياه مقطوعة عنها، ولم تشهد أية صيانة منذ سنتين، وقمنا برفع خطابات، ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها». وقالت مديرة إحدى المدارس التي رفعت خطابات متكررة إلى إدارة التربية والتعليم في الشرقية، حول واقع النظافة والصيانة في مدرستها: «لا نملك موازنة لصيانة المدارس، كما تدعي إدارة التربية»، مستدركة أن «موازنات المدارس تصلنا نهاية الفصل الدراسي الأول، ولا أدري كيف يمكن أن يتم صيانة المدارس في بداية الفصل الدراسي الأول من كل عام، طالما أننا نعتمد على الفتات المتبقي من الموسم الدراسي الماضي». وأضافت المديرة، ل «الحياة»، أن «موازنة إدارة التربية التي تصرف لكل مدرسة لا تتجاوز 1500 ريال، وتشمل تنظيف الفصول العاملة، وأجرة العامل، وقيمة مواد التنظيف، وحتى الآن لم نعثر على عمال يقبلون تنظيف المدرسة بهذا الأجر، حتى إنني دفعت من جيبي أكثر من 5600 ريال إلى الآن، ولم تكتمل نظافة المدارس». وأشارت إلى أن أولياء أمور الطالبات «أبدوا اعتراضهم على سوء صيانة المدارس، وعدم نظافتها، وأخبرتهم بضرورة تقديم شكاوى متكررة لإدارة التعليم في المنطقة الشرقية، أو إيصالها إلى الوزير مباشرة»، مضيفة أن «الوضع لا يحتمل، حتى أجهزة التكييف لا تعمل بصورة جيدة، فكيف يمكن خلق بيئة تعليمية مثالية طالما أننا نستجدي الطالبات لتنظيف المدرسة ومرافقها، واعتبار ذلك أنشطة مدرسية، وهي البيئة التي يفترض أن تكون متكاملة في كل يوم، وليس فقط قبل بداية العام الدراسي». وقال عبدالعزيز الحسين (ولي أمر): «تفاجأت بحجم المعاناة التي ترويها ابنتي في مدرستها»، مضيفاً أن «المدرسة وسخة جداً، ومليئة بالغبار من الموسم الماضي، ومديرة المدرسة لا حول لها، ولا قوة. وحاولت الاستعانة بالطالبات لتنظيف المدرسة. كما حاولت استجداء بعض أولياء الأمور لجلب عاملاتهم المنزليات في يوم محدد من كل أسبوع، لتنظيف المدرسة، كنوع من النشاط الاجتماعي». وتساءل الحسين: «إذا كانت معظم المدارس تشكو من سوء أوضاع الصيانة؛ فأين تذهب مصروفات الصيانة التي يتم رصدها كل عام، وما هو دور إدارة الصيانة في إدارة التربية والتعليم»، موضحاً أن «الوضع لم يتغير، وكل أولادي مروا بهذه الحالة. ومدارسنا مكان غير مهيأ للدراسة من الناحية البيئية والصحية».