وضع قسم المباني والصيانة في الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية، خطة «عاجلة»، لصيانة أجهزة التكييف في المدارس، مع دخول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، التي لامست عتبة ال50 مئوية. بيد ان مصدراً في قسم المباني والصيانة أبلغ «الحياة»، ان «بعض عدادات المدارس لا تحتمل زيادة في قوة الدفع في التكييف، ما يحول دون معالجة المشكلة في شكل جذري، لذا رفعنا الأمر إلى إدارة «تربية الشرقية»، للبحث عن حلول لها». وجاءت خطة الصيانة بعد شكاوى متكررة، تلقتها «تربية الشرقية»، من إدارات مدارس في مبانٍ حكومية ومستأجرة، في محافظات عدة، حول «رداءة» أداء أجهزة التكييف في المدارس، ما أحال الفصول الدراسية إلى «أفران». وأبدت مديرات مدارس ومعلمات مخاوفهن من ان يؤثر ذلك على مستوى الطالبات أثناء الاختبارات، والتي لم يتبق عليها سوى أقل من أسبوعين. وتبدو الصعوبات التي تواجهها الطالبات مع التكييف أكبر منها لدى الطلاب. وتعزو معلمات ذلك إلى «لون الأزياء»، التي ترتديها الطالبات، وأغلبها قاتمة، وتمتص الحرارة وتخزنها، فيما لا يلتزم الطلاب بزي موحد كما هي الحال لدى الطالبات، فضلاً ان أغلبهم يلبسون ثياباً بيضاء. وطالبت مديرات مدارس في خطابات رفعنها إلى الإدارة، بإجراء صيانة لأجهزة التكييف، أو تركيب أخرى جديدة، وأشرن إلى تلقيهن شكاوى من أهالي الطالبات. ومن بين المدارس المتضررة الثانوية الثانية في الخبر، والابتدائية ال56، والمتوسطة ال19 ، وهما في مخطط «71» في الدمام، وكذلك عدد من مدارس المدينتين، إضافة إلى الابتدائية السادسة في سيهات، ومدارس في محافظة القطيف وفي القرى والهجر، التي أرسلت خطابات إلى الإدارة، لإيجاد حلول لمشكلة التكييف. واضطرت مديرة إحدى المدارس في الدمام، إلى إلغاء الطابور الصباحي، وإبقاء الطالبات داخل الفصول الدراسية أثناء الفسحة. وتقول: «على رغم ان درجة الحرارة مرتفعة داخل الفصول، ولكنها تبقى أقل من خارجها. كما ان طالبات أبدين رغبتهن في البقاء في الفصول»، مضيفة «معظم المكيفات لا تعمل في الشكل المطلوب، فلقد تحولت الأسبوع الماضي، مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، إلى مجرد مراوح. وهذا الأمر سيتفاقم خلال فترة الاختبارات». وتذكر أم الطالبتين نورة وفايزة، اللتين تدرسان في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة على التوالي، أن «نورة تعرضت إلى نوبة من الإعياء والتعب، بسبب ضعف التكييف في المدرسة، الذي لم يشهد تحسناً على رغم الوعود التي تلقيناها بمعالجة وضعه»، مضيفة ان «إدارة التعليم تطلق وعوداً سنوية، حول إجراء صيانة لأجهزة التكييف واستبدال بعضها، إلا أن أوضاع المدارس على ما هي عليه، وهي تحتاج إلى معالجة فعلية، فابنتي الأخرى تعود إلى المنزل في حالة صعبة جداً، إلى درجة انها تسبح في عرقها. كما تقوم وزميلاتها برش المار البارد عليهن، لتبريد أجسادهن». وتقول أم طالبة في الابتدائية ال56 في الدمام: «لم تتمكن ابنتي من الذهاب إلى المدرسة في أحد الأيام، بعد ما عانته نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وبعد ذلك، بدأت أتوجه إلى المدرسة، لأخذها في وقت مبكر، خوفاً من ارتفاع درجات الحرارة، فهي تعاني من مشكلة ضيق التنفس، فيما لا تتوافر في المدرسة إمكانية إسعافها لو حل بها مكروه، وهذا الأمر يدعو إلى القلق».