اتهم مواطنون إدارات المدارس الحكومية باستغلال أبنائهم (الطلاب) بتكليفهم بمهمات لا تتعلق بالهدف التعليمي الذي أتوا للمدرسة من أجله، بإجبارهم على تنظيف الفصول الدراسية «يومياً»، مستنكرين هذه التصرفات. وبدلاً من أن يتجه الطلاب إلى المدرسة لأخذ العلم والتعلم، يجبر طلاب المدارس الحكومية في (شمال الرياض) ب«تنظيف الفصول»، وهو ما اعترض عليه أولياء الأمور، إذ تحدثوا ل«الحياة» قائلين: «أبناؤنا يذهبون للمدرسة للتعلم لا التنظيف»، متسائلين عن مهمة عمال النظافة! وقال ولي أمر أحد الطلاب (فضل عدم ذكر اسمه) إن مدير المدرسة التي يدرس فيها ابنه يجبر طلاب المدرسة على تنظيف الفصول يومياً، مشيراً إلى أن مدير المدرسة اتكأ على الطلاب في تنظيف الفصول، لعدم وجود عمال نظافة في مدرسته. وتعاني مدارس عدة في شمال العاصمة الرياض تحديداً من شح عمال النظافة، ما جعلهم يستعينون بالطلاب لتنظيف المدرسة، وهو إجراء ليس من حق هذه الإدارات اتخاذه. وطالب أولياء أمور المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمحاسبة المديرين المرتكبين لهذا التصرف، بعد أن رفعوا شكوى جماعية إلى مدير إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض، وأخرى إلى كتب التربية بشمال الرياض، طالبوا فيها بمساءلة المديرين الذين يكلفون أبناءهم أعباءً لا شأن لهم بها. في المقابل، حذّر مدير مكتب التربية والتعليم في شمال الرياض حمد الشنيبر المدارس التابعة للمكتب في خطاب (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) مديري المدارس الحكومية والأهلية من إجبار الطلاب على تنظيف الفصول، بناءً على شكاوى تقدم بها عدد من أولياء الأمور إلى إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض. وجاء في نص الخطاب: «نؤكد عليكم عدم إدخال الطلاب في عمليات التنظيف المباشرة، ومن دون الأدوات الصحية، بل توعيتهم بالحفاظ على النظافة والمشاركة فيها ضمن برنامج محدد». وكانت بعض مدارس المنطقة خلت من عمال النظافة بسبب النقص الحاصل، إثر إضراب بعض عمال النظافة عن العمل لعدم تسلمهم أجورهم من مؤسساتهم المتخصصة في مجال النظافة، وهو ما تسبب في تقصير تأدية أعمال التنظيف في المدارس أخيراً. يذكر أن وزارة التربية والتعليم خصصت آلية لتوزيع الموازنة التشغيلية لمدارس التعليم العام ومعاهد التربية الخاصة التي اعتمدتها الوزارة أخيراً. وحددت البنود المالية للصرف، ومعيار التوزيع لكل بند من البنود المالية بصورة مستقلة، بحسب حاجة البرامج والخدمات والأنشطة المقدمة في المدارس ومتطلبات العمل بها. وشملت مجالات الصرف التي بينتها الوزارة: نفقات النشاط الرياضي والثقافي، والمستلزمات التعليمية، والتدريب والابتعاث، والنظافة والصيانة.