أصيب 20 يمنياً في انفجار عبوتين ناسفتين في صنعاء، غداة احتفال البلاد بذكرى ثورة «26 سبتمبر»، ودعوة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى التمسك بالوحدة التي اعتبرها «أهم ثمرة للثورة على النظام الإمامي الملكي قبل 51 عاماً». ويأتي هذا في وقت توقفت المفاوضات في مؤتمر الحوار الوطني الساعية إلى توافق على الدولة الاتحادية، وتقسيمها إلى أقاليم، بعدما أعلن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر نهاية النقاش، وغادر صنعاء لإحاطة مجلس الأمن بآخر مستجدات العملية الانتقالية. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان على موقعها الإلكتروني «إن عبوتين ناسفتين انفجرتا في شارع 16 المؤدي إلى شارع الرباط في العاصمة تسبب في إصابة 20 مواطناً بجروح متوسطة». وفي حين لم تشر الوزارة إلى هوية من يقف وراء الحادث، أوضحت أن العبوتين زرعتا في تجمع للنفايات المنزلية، وأن ارتفاع عدد الإصابات ناجم عن تجمع المواطنين لمشاهدة آثار انفجار العبوة الأولى قبل أن تنفجر فيهم العبوة الثانية. وكان هادي برّأ في خطابه الذي بثه التلفزيون الحكومي مساء أول من أمس وقرأه نيابة عنه مستشاره الإعلامي محبوب علي، الوحدة اليمنية التي كانت أعلنت بين شطري البلاد في 1990 من الأخطاء التي تلتها داعياً إلى «التمسك بها باعتبارها أهم ثمرة للثورة على النظام الإمامي في شمال البلاد وعلى الاستعمار البريطاني في جنوبها قبل نصف قرن». وقال»من الخطأ الجسيم أن نحمل منجز الوحدة العظيم أخطاء القائمين عليها، فالمشكلة لم تكن أبداً في الوحدة ولكنها كانت بسبب الممارسات الخاطئة من فساد وسوء إدارة». وأضاف» يجب أن تنصب المعالجات في اتجاه الإصلاح الإداري والقضاء على الفساد وإصلاح منظومة الحكم بكل جوانبها وليس في اتجاه النيل من هذا المنجز العظيم الذي كان ثمرة من ثمار الثورة اليمنية المباركة». وبينما يرفض التيار المتشدد في «الحراك الجنوبي» الحوار ويتمسك بالانفصال وإنهاء الوحدة يفاوض ممثلوه المعتدلون المشاركون على تقسيم البلاد إلى إقليمين فيدراليين شمالي وجنوبي في دولة اتحادية، في مسعى ترى فيه قوى سياسية أخرى مقدمة للانفصال، مقترحة بدلاً من ذلك تقسيم البلاد إلى خمسة أقاليم. ومن المقرر أن تستأنف النقاشات في هذه المسألة بعد عودة المبعوث الأممي جمال بنعمر من نيويورك حيث يقدم اليوم تقريراً إلى مجلس الأمن حول آخر التطورات في اليمن. وأكد هادي خلال استقباله، أمس السفير الأميركي جيرالد فايرستاين لمناسبة انتهاء عمله في صنعاء، أن صنعاء «أوشكت على تحقيق النجاحات المطلوبة ورسم معالم المستقبل الجديد» إلا أنه اعترف بوجود صعوبات وتعقيدات ماثلة أمام الحوار الوطني معتبراً إياها» متوقعة» نتيجة ما وصفه ب «محاولة البعض فرض إرادته أو آرائه على الآخرين».