واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - التزمت الأوساط الرسمية الإيرانية الصمت إزاء تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أفاد بتلقي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تطرّقت إلى «المعركة المشتركة» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وربطها بإبرام اتفاق يطوي ملف طهران النووي. لكن مصادر مطلعة أكدت ل»الحياة» وصول الرسالة إلى مكتب المرشد، مشيرة إلى أنها الرابعة بين أوباما وخامنئي خلال السنوات الست الماضية. ولفتت إلى أن المرشد ردّ على الرسائل الثلاث السابقة التي وصلت عبر السفارة السويسرية في طهران، مشيرة إلى أنها تجهل هل ردّ خامنئي على الرسالة التي تحدثت عنها الصحيفة الأميركية. وفي شأن ربط الرسالة مواجهة «داعش» بنتائج المفاوضات «النووية»، قالت المصادر إن القيادة الإيرانية ركّزت على تسوية الملف النووي في شكل يرفع المقاطعة الاقتصادية المفروضة على طهران، قبل مناقشة أي تنسيق يطاول ملفات الشرق الأوسط. وذكّرت المصادر بأن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، كان ناقش مع نظيره الأميركي وليام بيرنز خلال لقائهما الأخير في فيينا، مسألة التصدي ل»داعش»، مستدركة أن «الحديث تمّ في إطار معرفة كلّ جانب تصوّرات الجانب الآخر في شأن آلية مواجهة داعش، من دون التوصل لتفاهمات في هذا الصدد». وقالت المصادر إن إيران أبلغت الولاياتالمتحدة أن القضاء على «داعش» مسألة لا يمكن تجزئتها بين سورية والعراق، لافتة إلى أن مواجهة الحركات الإرهابية يجب أن تكون في إطار موحّد يخلو من انتقائية، كما رأت أن دعم الحكومة السورية كفيل بالقضاء على التنظيمات الإرهابية. واعتبرت المصادر أن توقيت تسريب نبأ الرسالة هدفه الضغط على المفاوض الإيراني خلال جولة محادثات مسقط غداً. وكانت معلومات أفادت بعقد مستشارين إيرانيين وأميركيين اجتماعاً تنسيقياً في مدينة إربيل العراقية الشهر الماضي، لكن طهران لم تؤكد الأمر. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصادر ديبلوماسية تأكيدها توجيه أوباما الرسالة إلى خامنئي، لكن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست نفى تأكيد الأمر أو نفيه، قائلاً: «لست في موقع يخوّلني مناقشة رسائل خاصة بين الرئيس وأي قائد في العالم. والسياسة التي عبّر عنها الرئيس وإدارته في شأن إيران، باقية بلا تغيير». وأقرّ بأن واشنطنوطهران بحثتا في تهديد «داعش»، على هامش المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مستدركاً أن الولاياتالمتحدة «لن تتعاون عسكرياً مع إيران في هذا الصدد، ولن تتبادل معها معلومات استخباراتية». لكن رئيس مجلس النواب الأميركي جون باينر نبّه إلى أنه «لا يثق بالإيرانيين»، معتبراً أن الولاياتالمتحدة «لا تحتاج لإشراكهم» في التصدي ل»داعش». أما العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندساي غراهام فوصفا سعي أوباما إلى إشراك طهران في الحرب على «داعش» بأنه «مخز»، واعتبرا أن «عواقب هذه الصفقة الخاطئة ستدمر آخر وأفضل فرصة بالنسبة إلى السوريين في التحرّر من النظام الوحشي ل(الرئيس بشار) الأسد». في السياق ذاته، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن إيران «ليست شريكاً في أي حوار في الشرق الأوسط، وليست مقبولة في أي تحالف للعالم المعتدل ضد داعش». ورفض «الربط بين البرنامج النووي الإيراني ومحاربة التنظيم». في فيينا، أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران لم تبدّد شكوكاً في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وأضاف أن طهران لم تُقدّم بعد معلومات كان يُفترض أن تسلّمها قبل أكثر من شهرين، في شأن نقطتين في تحقيق تجريه الوكالة.