اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك أمس، أن الغارات التي شنّتها الولاياتالمتحدة ودول حليفة على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية هي «غير شرعية»، إذ لم يسبقها تنسيق مع النظام في دمشق. وأبلغ صحافيين أميركيين بارزين أن طهران تدين ممارسات «داعش»، مكرراً استعداد بلاده للمساعدة في مكافحة الإرهاب. لكنه اعتبر أن السياسة الأميركية مشوّشة، إذ تعارض في الوقت ذاته «داعش» كما تحاول تقويض حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف: «هذا غامض وملتبس في أفضل الأحوال. هذان سلوك وسياسة مربكان جداً». روحاني الذي سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، أعلن أن لا خطط لديه للقاء نظيره الأميركي باراك أوباما أثناء وجوده في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتطرّق إلى المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، قائلاً إن «المحادثات ستوضح مسائل كثيرة، وهل سنتمكّن من إبرام اتفاق نهائي. أعتقد بأن الجانبين وصلا إلى استنتاج بأن مواصلة الوضع الحالي لا تفيد أحداً، فلماذا لا نسرّع خطواتنا للتوصل إلى هذا الاتفاق»؟ في طهران، أعرب علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، عن أمله بأن تكون زيارة روحاني نيويورك «مثمرة، وأن تتكلّل بالنصر والنجاح». وتوقّع أن «يدافع» روحاني، «مثل العام الماضي، عن مصالح الشعب الإيراني»، مشدداً على أن كل ما يفعله الأخير «يأتي في إطار توجيهات (خامنئي) وعلى أساس تعزيز العلاقات بين إيران ودول العالم في إطار الاحترام المتبادل». وتطرّق ولايتي إلى تقرير أوردته وكالة «أسوشييتد برس»، أفاد بأن طهرانوواشنطن تناقشان اقتراحاً أميركياً ينص على إبقاء غالبية أجهزة الطرد المركزي في المنشآت الذرية الإيرانية، مع فصلها عن خطوط إمدادها بيورانيوم، بما يخفض عدد تلك الأجهزة المشغلّة، من 19 ألفاً إلى 1500. وقال: «حديث الأميركيين ليس جديداً، ومواقف إيران تتعارض كلياً مع هذا الأمر ولا تقبل إملاءات أميركية». وكانت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أكدت أن بلادها لم توافق على الاقتراح الأميركي، مستدركة أن المحادثات الفنية التي تجريها إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، تشهد «درس ومناقشة خطط ومبادرات مختلفة من جميع الأطراف». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين إيرانيين بارزين إن طهران مستعدة للعمل مع واشنطن وحلفائها لمواجهة «داعش»، في مقابل مزيد من المرونة في شأن برنامجها الذري. وعلّق الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن «الولاياتالمتحدة لن تكون في وضع مبادلة بين جوانب من البرنامج النووي الإيراني، في مقابل ضمانات لقتال داعش». وشدد على ان «هاتين القضيتين منفصلتان تماماً»، مضيفاً أن «التركيز على محادثات الدول الست سيبقى على تبديد مخاوف المجتمع الدولي في شأن هذا البرنامج». وتابع أن الولاياتالمتحدة لن تنسّق النشاطات العسكرية للتحالف مع الإيرانيين، ولن تتبادل معهم معلومات استخباراتية عن «داعش». في المقابل، نفى مصدر مقرّب من الوفد الإيراني إعلان واشنطن أن وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف ناقشا في نيويورك «التهديد الذي يشكّله داعش»، مؤكداً أن اللقاء «ركّز على الملف النووي فقط». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن ظريف ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ناقشا في نيويورك «التطورات الإقليمية وجرائم الإرهابيين في العراق وأخطار انتشار الإرهاب إلى سائر بلدان المنطقة». ودعا ظريف خلال اجتماع بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أياد مدني، إلى «تحويل التنافس في المنطقة إلى مصالح مشتركة وصداقة»، مشدداً على «ضرورة المواجهة الصحيحة والشاملة لأخطاء الماضي ووقفها». إلى ذلك، كشفت طهران عن أول طائرة إيرانية بلا طيار مزودة صواريخ «جوّ - جوّ». وقال الجنرال أمير حاتمي، نائب وزير الدفاع، إن «هذه الطائرات قادرة على تدمير المقاتلات والطائرات بلا طيار والمروحيات».