وصف مختص بالشؤون الإيرانية ل"الوطن"، علاقة واشنطنبطهران ب"الغامضة والمبهمة"، منبها في ذات الوقت إلى ما اعتبره كسراً للتقاليد الإيرانية الرسمية، سببه الغياب الأول لمرشدها عن الاحتفالات السنوية التي تقيمها طهران، بمناسبة ذكرى اقتحام سفارة واشنطن في طهران كل عام. وربط المختص، - فضل عدم الإفصاح عن هويته - بين الرسالة السرية التي بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى المرشد الإيراني، وكشفت عنها صحيفة أميركية، وغياب المرشد هذا العام عن الاحتفال السنوي. وقال "قد تكون تلك الرسالة التي رفض البيت الأبيض التعليق عليها، لعبت دوراً في تقارب أميركي إيراني ما، لكن ذلك من الضروري ألا يكون على حساب دول المنطقة". وعلى الرغم من زعم واشنطن، على لسان رئيس مجلس نوابها جون بينر، أنها لا تثق بطهران، وقطعه بأن بلاده، ليست بحاجة إلى إيران، لمقاتلة عناصر "داعش"، إلا أن غموضاً بدا جلياً، في العلاقات الأميركية الإيرانية، على الرغم من إعلان إحدى أهم الميليشيات الشيعية المتشددة، ولاءها أول من أمس للمرشد الإيراني علي خامنئي. يأتي ذلك، فيما قالت صحيفة الجارديان، إن طهران تسيطر على ميليشيا عصائب أهل الحق، وإنها تعمل بأمر من الجنرال قاسم سليماني - قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني -. في المقابل قالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أمس، إن الولاياتالمتحدة لم تقم بأي تنسيق عسكري مع إيران لاحتواء خطر تنظيم "داعش". في وقت يتواصل فيه الكشف عن دور إيران فيما آلت إليه الأوضاع في عدد من الدول العربية من حروب أهلية وصراعات لاسيما بعد إعلان إحدى المليشيات العراقية ولاءها للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، قال رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر: إنه لا يثق بالقيادة الإيرانية ولا يعتقد أن الولاياتالمتحدة تحتاج لدعوتها لمقاتلة عناصر تنظيم "داعش". وأضاف في مؤتمر صحفي أول من أمس "أنا لا أثق بالإيرانيين. ولا أعتقد أننا بحاجة لإشراكهم في هذا الأمر.. وآمل أن تكون المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي مفاوضات جادة.. ولكن لدي شكوكي". وكان بينر يرد على تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال أشار إلى أن الرئيس باراك أوباما بعث برسالة سرية إلى المرشد الأعلى الإيراني الشهر الماضي بشأن المصلحة الأميركية الإيرانية المشتركة، فيما أوضح المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست أول من أمس أن السياسة الأميركية بشأن إيران لم تتغير، معلقا على الرسالة بالقول "لست مخولا بمناقشة المراسلات الخاصة بين الرئيس وأي زعيم في العالم". وعن المعركة ضد تنظيم "داعش" قال أرنست "الولاياتالمتحدة لن تتعاون عسكريا مع ايران في تلك الجهود، ولن نتبادل معهم معلومات المخابرات. وفي تطور جديد يؤكد دور طهران فيما آلت إليه الأوضاع في الدول العربية، أعلن ممثل ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية جابر الرجبي، مبايعة تنظيمه للمرشد الأعلى الإيراني، وذلك خلال كلمة ألقاها في مدينة قم الإيرانية، حسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء. ووفقا للوکالة أشار الرجبي إلى أن هناك مراسم ستقام في مدينة قم لذكرى قتلى "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله العراق" الذين قال إنهم قتلوا في سورية، حيث يخوض التنظيم معارك إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ضد المعارضة السورية، كما نشر موقع "ابنا" مؤخرا تقريرا حول حضور عناصر من عصائب أهل الحق في مراسم عاشوراء الثلاثاء الماضي، في طهران وقم وهم يرتدون ملابس عسكرية يرافقون نائب الأمين العام للتنظيم محمد طباطبائي وجابر الرجبي. وذكرت تقارير أن مليشيا عصائب أهل الحق انشقت عن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عام 2004، حيث أسس قيس الخزعلي (الأمين العام) وأكرم الكعبي (نائبه) هذا التنظيم الذي يقدر عدده حاليا بأكثر من 10 آلاف مقاتل، وأعلنوا مسؤوليتهم عن 6000 آلاف هجوم في العراق. وفي يناير 2012، وبعد الانسحاب الأميركي من العراق أعلن قيس الخزعلي أن الجماعة تتهيأ لإلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية، لكنها اتجهت بعد ذلك للقتال ضمن لواء أبو الفضل العباس ومقاتلين لبنانيين من حزب الله، ومرتزقة أفغان، وبإشراف ضباط نخبة من الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ضد المعارضة السورية. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان في مارس 2014، فإن عصائب أهل الحق تسيطر عليها إيران، وتعمل تحت رعاية الجنرال قاسم سليماني - قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وبحسب مسؤولي المخابرات العراقية فإن "عصائب أهل الحق" تتلقى من 1.5 إلى 2 مليون دولار في الشهر من إيران، فضلا عما ذكره رئيس أركان الجيش الأميركي راي أوديرنو بأن "إيران تدعم عصائب أهل الحق ماليا وعسكريا ولوجستيا". ومن جانبها، اتهمت قوى سياسية عراقية "عصائب أهل الحق"، بخطف وقتل وتعذيب آلاف العراقيين، وطالبت بإدراجها ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.