أثار بث التلفزيون الرسمي السوري اعترافات قال إنها لفتاة قدمها والدها «فريسة سهلة للمقاتلين بعدما اغتصبها»، موجة عارمة من الانتقادات من قبل سياسيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. وذهب بعضهم إلى إطلاق حملات تضامن مع الفتاة في عنوان «أعيدوا إلى سورية وردتها» و «أنقذوا طفلة من أجهزة القمع». وكان التلفزيون الرسمي السوري بث أمس اعترافات روان ميلاد قداح (16 عاماً) من محافظة درعا في جنوب البلاد، قالت فيها إن والدها «قدمها فريسة للمقاتلين المعارضين» وفق ما يعرف ب «جهاد النكاح» وإن والدها اغتصبها أيضاً. وروت روان، قصتها حيث بدت على وجهها علامات الخوف والارتباك وكانت تنطق كلماتها بصعوبة، كأنها لُقنت بعض العبارات وجمل بعيدة من عادات المجتمع المحافظ وتقاليده الذي عاشت فيه. وكتب أحد النشطاء على صفحته في «فايسبوك»: «أطلت علينا اليوم على شاشات إعلام النظام (السوري)، الكاذب ملاك طاهر جديد وقع بأيدي من لا يعرف معنى للإنسانية والطفولة والشرف والأخلاق وبدأت تتلو علينا اعترافات مزعومة بأن والدها قدّمها فريسة سهلة للمقاتلين». وتابع: «قصتها لا تعدو أكثر من قصة نسجتها أدمغة الظلام والقمع القابعة في مقار الاستخبارات السورية». وبث رئيس فرع المهجر في «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» هيثم مناع شريط فيديو، اتهم به الحكومة السورية وجميع أعضاء فريق التلفزيون الذي أنتج المقابلة، بارتكاب «جريمة حرب»، لافتاً إلى أن بث مقابلة من دون تغطية عيون روان وتوجيه هذه التهمة بمثابة حكم إعدام في البيئة الاجتماعية في سورية. وقال أحد النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي إن ما ذكرته روان «عبارة عن قصة وصفية تم تلقينها لها بطريقة غبية فحواها إظهار والدها بأنه كان ظالماً وأقرب إلى الشخص المختل عقلياً كونه يحمل أفكاراً مغلوطة عن جهاد النكاح لا تمت إلى الحقيقة بصلة»، لافتاً إلى أن الهدف من وراء هذه الاعترافات التي تبثها أجهزة إعلام النظام «تشويه سمعة مقاتلي» المعارضة. وكشف نشطاء أن روان هي ابنة ميلاد قداح الملقب ب «أبو طه» الذي «ساهم في الحراك السلمي، وكان من أوائل الزاحفين إلى مدينة درعا أيام الحصار تلبية لنداء الفزعة الذي أطلق من الجامع العمري، وسجله حافل بالنضال السلمي والعسكري» في بداية 2011. وتابع: «حاولت قوات النظام القبض عليه من خلال دهم منزله مرات عدة لكنها لم تفلح فلجأت إلى خطف ابنته روان عند أحد الحواجز العسكرية في قرية الشيخ سعد (في درعا) منذ أكثر من عام بهدف الضغط على والدها لتسليم نفسه». وتعبيراً عن تضامنهم مع قضية روان، قام كثر من النشطاء بتغيير صورهم على صفحات «فايسبوك» ووضعوا صورة روان، وكتب عليها: «روان شرف كل ثائر». وخاطبت الأستاذة في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة حلب الدكتورة يسرا السعيد روان قائلة: «يا روان المولودة بلا خطيئة صلي لمن يلجأون إليك». وأطلق «الاتحاد النسائي السوري الحر» نداء إلى جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بالعمل على إطلاق سراح روان وضمان سلامة أهلها والتحقيق بهذه الجريمة الإنسانية والأخلاقية ومعاقبة المسؤولين عنها.