ارتفع النفط إلى نحو 72 دولاراً للبرميل أمس مدعوماً بقرار منظمة «أوبك» إبقاء إنتاج بلدانها الأعضاء من دون تغيير وتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب عليه هذه السنة والسنة المقبلة. وساعد على انتعاش النفط لليوم الرابع على التوالي صعود الأسهم إلى مستويات قياسية على رغم تراجعها بعد ذلك وهبوط مخزونات الخام الأميركية. وقرر وزراء «أوبك» خلال اجتماعهم في مقر المنظمة في فيينا ليل أول من أمس الإبقاء على مستويات الإنتاج الخاصة ببلدانهم من دون تعديل. وأشاروا في بيان ختامي إلى الظروف الحالية لأسواق النفط والتوقعات المستقبلية في شأنها فقالوا: «في ظل وجود مؤشرات على التعافي الاقتصادي، يبقى هناك قلق كبير إزاء حجم هذا التعافي، خصوصاً في الدول الصناعية الأساسية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». ولفت البيان إلى انخفاض «طفيف» في المخزون النفطي العالمي، «لكن عوامل السوق تبقى ضعيفة، ومستوى تشغيل المصافي يبقى منخفضاً، فيما ارتفع مخزون المشتقات في شكل كبير». وأضاف: «وبما ان السوق تبقى مشبعة بمزيد من العرض، ونظراً إلى الأخطار المترتبة على ذلك في ظل تعاف بالغ الهشاشة، قررت أوبك الإبقاء على مستواها الإنتاجي ذاته». وكرر الوزراء استعدادهم للتعامل مع أي طوارئ في أسواق النفط، وقرروا عقد اجتماع استثنائي لهم في العاصمة الأنغولية لواندا في 22 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وسيعقدون اجتماعهم العادي المقبل في فيينا في 17 آذار (مارس) المقبل. ولفت الأمين العام للمنظمة عبدالله البدري في مؤتمر صحافي في فيينا إلى ان معظم الدول المنتجة خارج «أوبك»، باستثناء المكسيك، زادت إنتاجها إلى أقصى طاقاتها. وقال: «زادت النروج وعُمان وروسيا وكازاخستان كلها إنتاجها، إلا ان الإنتاج الروسي ارتفع أكثر بكثير مما كان عليه سابقاً». ولفت إلى ارتباط سعر النفط بسعر الدولار في السنوات الأخيرة إذ يتحرك كل منهما بطريقة معاكسة للآخر. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ان يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط بواقع 0.5 مليون برميل يومياً إضافية إلى ما هو متوقع هذه السنة والسنة المقبلة وذلك بفعل ارتفاع قوي فاق التوقعات في استهلاك الوقود في أميركا الشمالية وآسيا. وأفادت الوكالة التي تقدم المشورة الى 28 دولة صناعية في تقريرها الشهري عن أسواق النفط ان الاستهلاك العالمي للنفط سيبلغ في المتوسط 84.4 مليون برميل يومياً هذه السنة بانخفاض 2.2 في المئة مقارنة بالعام الماضي بسبب التباطؤ الاقتصادي. إلا أنها أكدت في التقرير ان الطلب على النفط سيشهد انتعاشاً خلال عام 2010 وسيرتفع 1.3 مليون برميل يومياً أو ما يزيد على 1.5 في المئة وذلك مع تأكد الانتعاش الاقتصادي. وأشار تقرير الوكالة الى ان التعديل بالارتفاع في تقديرات الطلب على النفط يرجع بصورة كبيرة الى المستهلكين الكبار، أي الولاياتالمتحدة والصين، لكنه رجّح ان تأتي كل الزيادة تقريباً في الطلب العالمي العام المقبل من الدول النامية. وتوقعت الوكالة أن تعالج مصافي النفط مزيداً من الخام على المستوى العالمي خلال الربع الاخير من السنة مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2008 لتسجل أول زيادة سنوية منذ أكثر من سنة. وارتفع سعر برميل الخام الأميركي 45 سنتاً إلى 71.76 دولار. وصعد مزيج برنت في لندن 28 سنتاً إلى 70.11 دولار. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي تراجع المخزونات 7.2 مليون برميل على مدى الأسبوع االماضي، بينما كانت التوقعات في استطلاع أجرته وكالة «رويترز» تشير إلى انخفاض مقداره 1.5 مليون برميل. وتحول تركيز السوق إلى البيانات الأسبوعية لادارة معلومات الطاقة الأميركية التي كان مقرراً صدورها في وقت لاحق أمس.