دان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التي وصفها ب «العدوان» وابتعادها عن الجبهات مع قوات النظام لمحاربة «قوى الثورة»، في وقت تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة أعزاز السورية القريبة من الحدود التركية بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «لواء عاصفة الشمال» المنضوي ضمن «الجيش الحر» وذلك بعد يومين من سيطرة «داعش» على أعزاز إثر معركة خاطفة مع «لواء عاصفة الشمال». وقال «الائتلاف» في بيان إنه يندد ب «عدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين»، معتبراً أن ممارساتها «خروج عن إطار الثورة السورية». وهي المرة الأولى التي ينتقد فيها «الائتلاف» بهذا الوضوح تنظيماً «جهادياً»، بعدما اكتفى في مراحل سابقة بالتمايز عن المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام، من دون رفضها. وانتقد التكتل المعارض «ارتباط التنظيم بأجندات خارجية، ودعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية»، و «تكرار ممارساته القمعية واعتداءاته على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية». كما انتقد احتكام «داعش» إلى «القوة في التعامل مع المدنيين، وشروعها بمحاربة كتائب «الجيش الحر» كما حدث مؤخراً في 18 الشهر الماضي في مدينة أعزاز في ريف حلب، مشيراً إلى أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» توقفوا «عن محاربة النظام في جبهات عدة». ورأى في محاولتهم تعزيز مواقعهم في «المناطق المحررة» استعادة «لتاريخ قمع حزب البعث وجيش نظام الأسد وشبيحته». وسيطرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الأربعاء على مدينة أعزاز التي كانت تحت سيطرة «الجيش الحر» بعد معركة استمرت ساعات مع «لواء عاصفة الشمال» أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وتم الليلة قبل الماضية التوصل إلى اتفاق على هدنة، من دون حل المشكلة بين الطرفين المتقاتلين. وحصل الاتفاق برعاية «لواء التوحيد»، أبرز مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري في محافظة حلب والمنضوي في «الجيش الحر». وجاء في نص الاتفاق أن الطرفين «الأول دولة الإسلام في العراق والشام، والثاني لواء عاصفة الشمال» اتفقا على «وقف إطلاق النار فوراً، وخروج جميع المحتجزين بسبب المشكلة خلال 24 ساعة من تاريخ توقيع الاتفاق، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى الطرفين». كما اتفق الجانبان على «أن يضع لواء التوحيد حاجزاً بين الطرفين لحين انتهاء المشكلة في أعزاز»، وأن «يكون المرجع في أي خلاف هيئة شرعية معتبرة من الطرفين». وظهر على النسخة توقيع أبو عبد الرحمن الكويتي عن «داعش» وتوقيع النقيب المنشق أحمد غزالة أبو راشد عن طرف «عاصفة الشمال». كما وقع شخصان آخران بصفة شاهدين هما أبو توفيق عن «لواء التوحيد» وإبراهيم الشيشاني الذي يعتقد أنه يقود مجموعة يطلق عليها اسم «المهاجرون والأنصار». وأعلنت هيئة أركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس أمس أنها «تبارك» تشكيل الفرقة السادسة عشرة التابعة للمجلس العسكري الثوري في ريف حلب الشمالي. واعتبرت تشكيله «أكبر دليل على إصرار الجيش السوري الحر على متابعة بطولاته ورفضه الرضوخ لنظام الإجرام وحتمية النصر وعلى اتساع المقاومة البطلة على أرض سورية». وأعلنت أركان «الحر» في بيان منفصل رفضها «أي مشروع تقسيمي يؤثر في وحدة الشعب السوري بكافة قومياته» وأنها «حريصة على وحدة الأراضي العربية السورية». إلى ذلك، استمرت الاشتباكات في بلدة أريحا في ريف أدلب في شمال غربي البلاد بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات الأسد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات على الأقل على مناطق في جبل الأربعين قرب أريحا، كما استهدف الطيران منطقة تل سكيك شرق بلدة التمانعة. وتعرضت مناطق في بلدة مرعيان في جبل الزاوية لقصف من القوات النظامية. وفي دمشق، قصفت قوات النظام الجهة الغربية من مدينة داريا مع استمرار الغارات على مناطق في مدينة معضمية الشام جنوب العاصمة بالتزامن مع اشتباكات في الجهة الشمالية من المدينة. وسُمع دوي انفجار في مخيم اليرموك ناجم عن سقوط صاروخ على منطقة في المخيم. وفي الطرف الشمالي للعاصمة، واصلت قوات النظام قصف حي برزة حيث استهدف مقاتلو الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ مواقع القوات النظامية في هذا الحي.