قال عمار سعداني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، حزب الغالبية في الجزائر، إن ما سُمّي «التحالف الرئاسي» الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق ويضم إضافة إلى حزبه حزبي «تجمع أمل الجزائر» و «الحركة الشعبية الجزائرية» هو الآن «محل مشاورات سياسية مع أحزاب أخرى... نحن فتحنا أبواب الحوار مع المجموعات السياسية ونريد أن نفتح معها نقاشاً حول قضايا وطنية كبرى». ويُعتقد أن ميلاد هذا التحالف سيعلن في تجمع شعبي مشترك نهاية الشهر الجاري ومهمته مناداة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للاستمرار في الحكم. وفي الإطار ذاته، أعلن التجمع الوطني الديموقراطي، ثاني أحزاب الحكم في الجزائر، أنه «سيبقى متمسكاً بضرورة العمل ضمن الوعاء الوطني الداعم لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة وبرنامجه الهادف إلى تحقيق التنمية والاستقرار ومواصلة تنفيذ الإصلاحات المنتهجة». وذكر الأمين العام بالنيابة عبدالقادر بن صالح: «إننا في التجمع دعمنا ولا نزال وسنبقى كذلك نؤمن بسداد وتوجهات وخيارت السيد الرئيس وبرامجه المتعاقبة، وسنستمر في هذا الدعم». وكان التجمع الوطني الديموقراطي حليفاً دائماً للسلطة في السنوات ال 15 الأخيرة وقد شارك في تحالف رئاسي سابق برفقة جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم، لكنه دخل في أزمة داخلية منذ إقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى وبروز تيارات تتصارع الولاء للرئيس بوتفليقة وأخرى ضده. وبدا موقف عبدالقادر بن صالح كأنه إعلان عن اللحاق بمبادرة «التحالف الرئاسي» في صيغته الجديدة التي ستضم كلاً من جبهة التحرير الوطني وحركة تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية. وأفيد أن تجمعاً شعبياً مشتركاً قد يُعقد في ولاية سوق أهراس الحدودية مع تونس لإعلان ميلاد التحالف في 29 الشهر الجاري والذي يمثّل تاريخ الاستفتاء على ميثاق المصالحة عام 2005. وثمة من يعتقد أن التجمع سينادي بترشح بوتفليقة لولاية رئاسية أخرى. وقال الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني في تجمع شعبي مساء أول من أمس في وهران (غرب) إن حزبه هو «حزب الرئيس بوتفليقة» وإن الأخير هو «الرئيس الفعلي للحزب وأبواب الرئاسيات القادمة في الحزب العتيد لا تزال مغلقة ولم يتم فتحها بعد». كما كشف عن تحالف رئاسي قادم سيضم أحزاباً أخرى من خلال قوله إن الحزب «يجري حالياً مشاورات وحوارات مع أحزاب أخرى ونريد أن نفتح معها نقاشاً حول قضايا وطنية كبرى... نريد أن نمشي وفق خارطة طريق مع أحزاب أخرى تؤمن بالتعددية ونحن منفتحون على المعارضة ودعونا الأحزاب إلى فتح حوار كبير وواسع ونحن مستعدون للحوار مع جميع الأحزاب سواء منها الصغيرة أو الكبيرة». ويعتقد أن التوافق قد تم بين أحزاب السلطة للجهر جماعياً بمطلب استمرار بوتفليقة في الحكم. وسابقاً كانت دعوات الولاية الرابعة محدودة في أفراد دون مؤسسات. ويُضاف إلى التحالف الرئاسي الوزير عمارة بن يونس الذي يوصف بالعلماني وحزبه -الحركة الشعبية- من مربع التيار الديموقراطي الذي حقق نتائج غير مسبوقة في انتخابات البرلمان الأخيرة (وأيضاً الانتخابات المحلية) على رغم حداثة نشأته (قبل عامين فقط). في حين يوصف زعيم تجمع أمل الجزائر عمر غول بالإسلامي الحداثي، وهو قيادي منشق عن حزب «الإخوان» (حركة مجتمع السلم)، العام قبل الماضي، وبدا لاحقاً أن حزبه استخلف خروج حركة مجتمع السلم من الحكومة.