يبدو أن جميع التحضيرات قد تمت من قبل ما يعرف بالمحيط الرئاسي في الجزائر من أجل طرح الآلية الدستورية التي ستضمن تمديد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عامين آخرين من دون اللجوء لإجراء انتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام المقبل، بعدما وقع كل من الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني وزعيم تجمع أمل الجزائر عمر غول «خارطة الطريق» بشأن دعم المشروع جماهيرياً، وبقي عرضه فقط في أول اجتماع لمجلس الوزراء. وبدأت الصورة تتوضح في الجزائر بشأن الآلية التي يفضلها المحيط الرئاسي لفكرة التمديد التي لا تحتاج إلا لتعديل دستوري يزكيه مجلس الوزراء ثم البرلمان بغرفتيه وأخيرا المجلس الدستوري الذي عين بوتفليقة على رأسه مراد مدلسي وزير الخارجية السابق وأحد أكبر الشخصيات التكنوقراط ولاء للرئيس. ورغم إعلان سعداني أول من أمس أن بوتفليقة سيجتمع بمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، إلا أن الوزير الأول عبد المالك سلال عاد أمس ونفى تحديد أي تاريخ لانعقاد المجلس، قائلاً إنه «من المرتقب أن يجتمع مجلس الوزراء إلا أن تاريخ انعقاده لم يحدد بعد». وقال سلال، على هامش أربعينية الشاعر السوري سليمان العيسى، إن مجلس الوزراء سيبحث في جلسته المقبلة في عدة مشاريع قوانين كقانون المالية 2014. ورداً على سؤال حول عودة بوتفليقة إلى ممارسة نشاطاته الرسمية بمقر رئاسة الجمهورية، ذكر سلال أنه على «اتصال دائم» برئيس الجمهورية، وأن اللقاءات بينهما «تصل أحياناً 3 إلى 4 مرات في اليوم الواحد» وتساءل في الوقت نفسه: «أين تكمن المشكلة إذا ما تم اللقاء بيني وبين رئيس الجمهورية بمقر الرئاسة أو في البيت؟». ووفقا لترتيبات المقربين من بوتفليقة، يتوقع أن تعرض مسوّدة التعديل الدستوري في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وتتضمن تعديلاً في مادة الولايات الرئاسية بتقييدها في ولاية قابلة للتجديد مرة واحدة، لكن فترة كل منهما هي سبع سنوات. ويأمل محيط الرئيس، الذي يأخذ بتوجيهات شقيقه الأصغر السعيد بوتفليقة، أن تنسحب المادة على فترة رئاسة بوتفليقة بتمديدها سنتين. ولضمان التأييد الجماهيري اللازم لعرض مشروع التعديل الدستوري، التقت قيادتا «جبهة التحرير الوطني» و «تجمع أمل الجزائر» أول من أمس، وشكل اللقاء النواة الأولى لتحالف رئاسي جديد يدعم ترشح بوتفليقة، بعد انفراط عقد التحالف الرئاسي السابق الذي كان يتشكل من جبهة التحرير والتجمع الوطني الديموقراطي وحركة مجتمع السلم. وأوضح سعداني أن هذا اللقاء هو محطة أولى على طريق حشد التأييد لترشيح بوتفليقة، وأضاف أن «هذا الاجتماع لم يركز فقط على الانتخابات الرئاسية، بل ناقشنا الكثير من القضايا منها محاربة الفساد ودعم برنامج الرئيس» وزاد أنه يمكن وصف الاجتماع بأنه «تحالف جديد من أجل الانتخابات الرئاسية». وتعليقاً على ما يثار حول مرشح إجماع قال سعداني: «بالنسبة إلى جبهة التحرير، موقفنا واحد. رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب، ونحن لا نقفز على الموجود، لأن القفز على الموجود يعتبر حالة شاذة. وسنثمن هذا المسعى وسنعمل من أجله»، لافتاً إلى أن هذا التحالف «مفتوح على جميع القوى السياسية الراغبة في الانضمام إليه». وأيد رئيس «تجمع أمل الجزائر» ما صدر على لسان سعداني، وقال عمر غول: «إذا سميتموه توافقاً فليكن، وإذا سميتموه تقارباً فليكن، وإذا سميتموه تحالفاً فليكن. نحن لا نقف عند التسميات، بل نركز على المضامين». مضيفاً أن «الجزائر بحاجة إلى حكمة وحنكة وديبلوماسية وكفاءة الرئيس بوتفليقة في مثل هذا الظرف».