أفادت مصادر حزبية أن لقاء وشيكاً سيجمع بين الأمين العام لحزب الغالبية البرلمانية «جبهة التحرير»، عمار سعداني، وزعيم تجمع «أمل الجزائر» الإسلامي الحداثي، عمر غول، في أول اجتماع بين الحزبين في سياق تحضيرات متوقعة لإطلاق تحالف سياسي جديد يقف خلف الرئيس بوتفليقة. كما يُتوقع أن يمتد التحالف إلى «الحركة الشعبية» الجزائرية التي يقودها العلماني، عمارة بن يونس. وذكرت مصادر ل «الحياة» أن اللقاء المتوقع بين أهم حلفاء الرئيس بوتفليقة في الفترة الحالية يعتبر امتداداً لفكرة «الحلف الديموقراطي التقدمي» التي جاهر بها حزب جبهة التحرير بداية صيف هذا العام، لكنها لم تتحقق بسبب تواجد بوتفليقة في باريس حينها. ويعتبر لقاء عمار سعداني وعمر غول أول تجسيد للفكرة التي يريد أصحابها أن تشمل أربعة أحزاب جزائرية من الموالاة، بإضافة التجمع الوطني الديموقراطي لدعم مرشح التيار الوطني في الرئاسيات المقبلة. ومبدئياً يحاول أصحاب المبادرة إما دعم الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة أو دعم مرشح مستقل من محيط أحد الأحزاب الأربعة. وسيقود عمر غول وفداً إلى مقر جبهة التحرير الوطني، ما يوحي بأن تحالفاً جديداً بصدد أن ينشأ ليخلف ما عرف ب «التحالف الرئاسي» الذي قادته الجبهة برفقة التجمع الوطني الديموقراطي وحركة مجتمع السلم (الإخوان) التي خرجت إلى المعارضة في الشهور الأخيرة بعدما تخلت عن التحالف والحكومة معاً. ومن المتوقع أن يخلف التحالف الجديد جميع مقومات سابقه بما أنه يضم تيارات وطنية إسلامية حداثية وديموقراطية. وفي حال تشّكل هذا التحالف فعلاً فسيكون رباعي التشكيل تقوده جبهة التحرير الوطني وحليفها التقليدي التجمع الوطني الديموقراطي والحركة الشعبية الجزائرية ويتزعمها الوزير عمارة بن يونس، ثم تجمع أمل الجزائر ويرأسه الإسلامي التقدمي عمر غول. ويشغل كلٌ من القياديين غول وبن يونس منصب وزير في الحكومة التي يقودها عبد المالك سلال، ويردد عمارة بن يونس، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، مساندته المطلقة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشحه لولاية رابعة. واعتبر أن تحديد العهدات ليس مقياساً للديموقراطية وأن «القرار النهائي للترشح سيحدده الرئيس». كما أكد غول، أن حزبه يساند الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة إذا أراد الترشح مرة أخرى. ويشبّه مراقبون تبادل بن يونس وغول للأدوار في شأن مساندة ترشح مفترض لبوتفليقة، بالأدوار التي نسبت سابقاً لكل من عبد العزيز بلخادم، زعيم السابق لجبهة التحرير الوطني، وأحمد أويحي الزعيم السابق للتجمع الوطني الديموقراطي.