في ظلّ اجتماعات شبه دائمة يعقدها الآن رؤساء دول للبحث في قضايا سياسية عالقة ومنها القضية السورية، يجتمع ثلاثون كاتباً من مختلف دول العالم في مهرجان ثقافي جاء حصيلة تعاون بين فرنسا (المكتبة الوطنية الفرنسية) والولايات المتحدة الأميركية (جامعة كولومبيا). ومع أنّ هذا المهرجان هو حديث العهد بين المهرجانات الثقافية العالمية، إلّا أنّ فكرته ولدت قبل أعوام. ففي عام 1981 دعا كاتبان عالميان هما المكسيكي كارلوس فوينتيس والألماني غونتير غراس إلى لقاء عالمي يجمع كتّاباً من دول مختلفة، وكانا يُراهنان حينها على الأدب ودوره في تكريس التعددية. «الأدب بطبيعته هو وثيقة للتعددية والشكوكية والتسامح والنقد والسخرية وروح الفكاهة». هذا النداء الذي أعدّه فوينتس وغراس شكّل النقطة الجوهرية في بحث مهم «روائيون تعدديون» للكاتب فانسان ميساج. ومن ثمّ تطورت الفكرة إلى أن اتفقت المؤسستان الثقافيتان المرموقتان «جامعة كولومبيا الأميركية» و«المكتبة الوطنية الفرنسية» على إقامة الدورة الأولى من «مهرجان كتّاب العالم» بالتزامن مع الموسم الأدبي، وذلك في مدينتي باريس وليون (من 20 الشهر الجاري إلى 25 منه). وتدعو هذه المبادرة إلى جمع كتّاب من دول مختلفة لكي يتلاقوا ويتناقشوا معاً، وأمام الجمهور أيضاً، في مواضيع ثقافية وفكرية وإنسانية عامّة تُقرّب وجهات النظر، ولا تُفرّقها. يصل عدد الكتّاب المدعوّين في الدورة الأولى من المهرجان إلى حوالى ثلاثين كاتباً من مختلف القارات والدول واللغات، نذكر منهم: ريتشارد فورد، شيماندا ناغوزي أديشي، جان بونفيل، ديفيد غروسمان، ما جيان، كاترين مييه، بيتروس ماركاريس، سلمان رشدي، مايكل أوندادتشي، إليف شافاق، داني لافيريير، فاسيليس أليكساكيس... ومن العالم العربي تمّ اختيار كاتبين فقط هما: اللبناني الفرنكوفوني أمين معلوف والكاتبة المصرية أهداف السويف التي تكتب بالإنكليزية.