«غونكور»، الجائزة الأدبية الأعرق في فرنسا، والتي تحمل قيمة ثقافية تتعدّى حدود الأراضي الفرنسية لتصل إلى الدول الفرنكوفونية الموزعة على القارات الخمس، تحلّ ضيفَ شرف على صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت (من 29 تشرين الأول/ أكتوبر حتى 6 تشرين الثاني/ نوفمبر). وفي هذه المناسبة، أطلق المعهد الفرنسي في لبنان أمس، بالتعاون مع «المكتب الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية»، جائزة «خيار الشرق-لائحة غونكور»، التي يُعلن عنها في صالون الكتاب في 31 تشرين الأول. يرتكز مفهوم جائزة «خيار الشرق» على اختيار طلاّب فرنكوفونيين في اكثر من دولة عربية، الروايةَ التي تستحقّ في نظرهم الفوز بجائزة «غونكور» من بين الروايات التي وصلت إلى اللائحة القصيرة. وتتعاون في هذا المشروع 13 جامعة من خمس دول عربية مشاركة، هي: الجامعة اللبنانية، جامعة القديس يوسف، الجامعة العربية في بيروت، الجامعة الإسلامية، جامعة الجنان، جامعة روح القدس (لبنان)، جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، جامعة الإسكندرية (مصر)، جامعة النجاح الوطنية، جامعة الأقصى (فلسطين)، جامعة الموصل (العراق) وجامعة دمشق (سورية). تختار كلّ واحدة من هذه الجامعات عدداً من الطلاّب، الذين يؤلفون معاً لجانَ تحكيم يصل عددها إلى 18، على أن يتولى أستاذ واحد إدارة كلّ لجنة من اللجان الطلابية. ويُعلن عن اسم الرواية الفائزة في 31 تشرين الأول، ضمن برنامج الصالون في بيروت، على أن تُترجم الرواية الفائزة بجائزة «خيار الشرق» إلى العربية، مع استضافة كاتبها في صالون الكتاب الفرنكوفوني 2013. وعن أهميّة هذا المشروع، تحدث المستشار الثقافي للسفارة الفرنسية في بيروت أورليان لو شوفالييه، قائلاً إنّ الهدف الرئيس من وراء جائزة «خيار الشرق» هو خلق نقاش أدبي قادر على شحذ الأفكار النقدية والتحليلية من الطلاّب، وتعزيز قدراتهم في التفاعل مع الكتاب بأسلوب يقوم على النقاش المفيد وغير الصدامي. ثمّ يأتي بُعده الأقليمي ليُكرّس أهميته، عبر إيجاد مساحة للحرية الفكرية والأدبية من شأنها اختيار الكتاب الفائز ضمن معاييرها الخاصة. ثمّ قالت الروائية هيام يارد، رئيسة المشروع، إنّ «خيار الشرق خطوة مهمة بالنسبة إلى الطلاّب في هذه المنطقة المهددة دائماً بظروفها السيئة، لكونها تمنحهم فرصة التغيير والدخول في مجال التبادل الثقافي». وتمنّى الصحافي والشاعر إسكندر حبش، نائب الرئيس، أن تستمر فكرة «خيار الشرق» في السنوات المقبلة، لكونها تتيح أمام الشباب العربي الفرنكوفوني فرصة التعرّف إلى الرواية الفرنسية المعاصرة. أمّا مديرة «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» في لبنان سلوى ناكوزي، فقالت إنّ هذا المشروع يُعزّز مفهوم التعددية الثقافية في هذه المنطقة العربية. وأكّدت أهمية وضع الطلاّب في لبنان والدول العربية في موضع المسؤولية من خلال اختيار كتاب واحد للفوز بجائزة تمنحها أكاديمية «غونكور» العريقة. وكشفت أكاديمية «غونكور» أخيراً عن الروايات الثماني التي وصلت إلى اللائحة القصيرة من أصل 12 رواية كانت قد اختيرت ضمن اللائحة الطويلة، على أن تُعلن خلال الأيام القليلة المقبلة اللائحةَ النهائية، والتي تضم أربعة أعمال روائية تتنافس في ما بينها على جائزة «غونكور» لعام 2012. والروايات التي ضمّتها اللائحة القصيرة هي: «الطفل اليوناني» (فاسيليس أليكساكيس-ستوك)، «يتصحّرون» (تييري بنستينغل-فايار)، «طاعون وكوليرا» (باتريك دوفيل-سوي)، «الحقيقة حول عمل هاري كيبير» (جويل ديكر-فالوا)، «شارع اللصوص» (ماتياس إينار-أكت سود)، «الخطاب حول سقوط روما» (جيروم فيراري-أكت سود)، «عواصف» (ليندا لاي-بورجوا)، «مثل حيوان» (جوي سورمون، غاليمار).