أكد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، أن «جبهة النصرة» و «كتيبة الفاروق» اللتين تقاتلان القوات النظامية في سورية، لا تشكلان سوى 5 في المئة من قوام الثوار، وتنشطان في مناطق محددة من البلاد وليست لديهما القدرة على حكم البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد. وقال النجيفي في تصريح إلى «الحياة» إن موقف حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الثورة السورية يسبب إنقساماً حاداً في العراق، واتهم الإدارة الأميركية بعدم الجدية في قضية تفتيش الطائرات الإيرانية. وقال إن «مجموعات مسلحة مثل جبهة النصرة وكتيبة الفاروق لا تشكل سوى هامش بسيط من مجمل الثورة السورية ضد بشار الأسد». وأضاف:»معلوماتي تشير إلى أن الفصيلين يشغلان 5 في المئة فقط من قوام الثوار، وينشطان في مناطق محددة من سورية، بينما الدور الأكبر والنشاط الأشد تأثيراً هو للجماهير الثائرة والتي لا تحمل فكراً تكفيرياً وليس لديها نزعة الانتقام من الطوائف الأخرى». وزاد أن «التصريح بدعمنا للثورة السورية لا يعني دعم كل من اشترك فيها»، وأوضح أن «المجموعات التي أشرت إليها صغيرة وتمارس القتال الآن، لكن لا تستطيع إدارة دولة، ولن تُدعم دوليّاً وليس لديها مقومات للحكم». وأعرب النجيفي عن اعتقاده بأن «دعم الشعب السوري سيقضي على التطرف». واستدرك: «لكني أحذر من صعود التطرف في سورية والذي بدأ يرعب العالم»، معتبراً أن هذا الصعود «يؤخر الحسم في سورية، ويعطل المساعدات التي يراد لها أن تصل إلى الشعب السوري». وقال النجيفي: «لا بد من حل (...) مع الأسف هناك محاولات لجعل الصراع طائفياً بامتياز وأن تقسم سورية على هذا الأساس». وأضاف معلقاً على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول عواقب تقسيم بلاده أن «قطع الطريق أمام خيار التقسيم، وضمان مستقبل ديموقراطي لسورية سيكون حين يختار العالم أقصر الطرق لإسقاط النظام في دمشق»، في إشارة إلى الحل العسكري. وتابع: «هذا أفضل بكثير من الإبقاء على المعادلة المختلة القائمة الآن بين النظام والثوار». وعن قراءته لموقف الحكومة العراقية من الثورة السورية اليوم، قال النجيفي إن «مخاوف بعض الأطراف السياسية في العراق من وقوع سورية بيد الإرهاب ذريعةٌ لتحريك القوة العسكرية داخل العراق، وتأجيل الانتخابات في بعض المحافظات، وقمع التظاهرات فيها». وأوضح أنه «حين تكون المواقف الرسمية العراقية داعمة للنظام السوري بهذا الوضوح وتسمح بعبور السلاح، فذلك يؤشر إلى خلل كبير ويعكس الانقسام العراقي وقد يسبب نتائج خطيرة لجهة الاستقطاب الحاد في المجتمع العراقي». واتهم النجيفي «واشنطن بإهمال ملف تفتيش الطائرات الإيرانية»، وقال: «لا أعرف إذا كان الإهمال متعمداً، لكن الإدارة الأميركية لديها معلومات بشأن ما يجري في مطاري طهرانودمشق. وهي الآن تتحدث عن وعد عراقي بتفتيش الطائرات (...) أضع علامة استفهام على جدية واشنطن لمنع عبور السلاح إلى النظام السوري». لكن النجيفي نفى وجود اتصالات مباشرة ودعم مادي لسكان المحافظات العراقية المحاذية لسورية، في الموصل والرمادي، غير أنه تحدث عن «صلات قربى بين السوريين والعراقيين الساكنين على جانبي الحدود». وقال: «لا توجد علاقة مباشرة بين سكان الموصل والأنبار ومقاتلي الجيش الحر، بمعنى الدعم عبر إرسال مقاتلين، لكن سكان هاتين المحافظتين يرتبطون مع الشعب السوري بعلاقات قرابة وثيقة، فهم من قبائل واحدة وعائلات واحدة». وتابع: «أنا من قبيلة بني خالد، وهي موجودة في حمص، ونرتبط معها برابط الدم والمصاهرة». وأكد النجيفي أن «القرار الأمني في العراق تسيطر عليه حكومة المالكي وهي تعمل ضد الجيش السوري الحر، أما نحن فنتمنى النصر للسوريين وندعمهم معنوياً لكن لا وجود لاتصالات مباشرة معهم».