أعلنت السلطات المصرية أمس إعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، اليوم وغداً، لاعتبارات إنسانية على أن يعاود الإغلاق يوم الجمعة. وأوضح مصدر مصري مسؤول أن فتح معبر رفح سيكون لمدة أربع ساعات يومياً للسماح بتنقل العالقين والطلاب الدارسين في الخارج والحالات الإنسانية من قطاع غزة وإليه. وجاء ذلك في وقت واصل الجيش المصري استهداف أحياء في شمال شبه جزيرة سيناء يستوطن بها متشددون مشتبهاً بهم يشنون هجمات مسلحة على قوات الأمن المتمركزة هناك. وأفيد بأن حملة أمنية من الجيش والشرطة مدعومة بغطاء جوي من المروحيات استهدفت صباح أمس مناطق عدة بجنوب مدينتي رفح والشيخ زويد. وأشار مصدر أمني مسؤول إلى تدمير مخزنين للملابس وآخر لتخزين الوقود المعد للتهريب إلى قطاع غزة، فيما تقوم قوات الجيش بعمليات دهم وتمشيط واسعة للبحث عن مطلوبين على خلفية أحداث العنف التي شهدتها مدن شمال سيناء. وتأتي عمليات الدهم وسط حال استنفار أمني شهدتها الطرق الرئيسة والفرعية والتمركزات الأمنية خصوصاً على الطريق الدولي العريش - رفح. إذ تلجأ قوات الأمن إلى تفتيش السيارات تفتيشاً دقيقاً والتأكد من هوية مستقليها وعدم وجود ممنوعات داخلها. وذكرت مصادر طبية أن مجندي شرطة أصيبا بطلقات نارية في الساقين برصاص مجهولين خلال وجودهما قرب حواجز أمنية في رفح، فيما قالت مصادر أمنية وطبية إن حافلة صغيرة كانت تقل عدداً من العاملين في هيئة مواني البحر الأحمر تعرضت لإطلاق نيران من قبل مجهولين أثناء سيرها بطريق صدر الحيطان - نخل المؤدي إلى ميناء نويبع البحري، ما أدى إلى انقلابها ومصرع أحد المدنيين وإصابة 11 آخرين نقلوا إلى مستشفى السويس العام لتلقي العلاج. وأكدت مصادر طبية أن الإصابات ناجمة عن انقلاب الحافلة وأنها ما بين خفيفة ومتوسطة وهناك حالة خطيرة واحدة بين المصابين. وقال رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء بحري حسن فلاح إن القتيل وجميع المصابين في الحادث عاملون في هيئة موانئ البحر الأحمر حيث استقلوا سيارة أجرة كانت تقلهم للسويس أثناء عودتهم من ميناء نويبع إلا أنهم فوجئوا بمسلحين يقومون بإطلاق النيران عليهم بطريق رأس سدر - حيطان، ما أدى إلى وفاة الموظف سالم السيد وإصابة 11 آخرين. وأكد مصدر عسكري مسؤول ل «الحياة» أن مخطط القوات المسلحة في شمال سيناء يسير بأعلى درجة من النجاح. وقال إن المخطط يسير أيضاً بأقل مقدار من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، وهو ما يتحقق «بدعم وتعاون أهالي سيناء الشرفاء لمعرفتهم أن الجيش المصري يقتصر في مواجهته مع العناصر المسلحة التي ترفع السلاح لتهديد الأمن، وهو ما يساعد مستقبلاً في تنفيذ خطة التطوير والتنمية على أرض سيناء». وأشار إلى أن «العمل جار ومستمر في تطهير الأرض المخطط لها أن تكون «منطقة آمنة» على طول خط المواجهة مع قطاع غزة بطول 13.5 كيلومتر وعمق كيلومتر واحد». وقال إن العمل «يسير وفق المخطط والهدف الوصول إلى تحقيق أقصى درجات التأمين على الحدود الشرقية» للبلاد. في غضون ذلك زارت لجنة من الهيئة الهندسية في القوات المسلحة محافظة المنيا أمس لمعاينة الكنائس التي تعرضت لأعمال التخريب من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تمهيداً للبدء في أعمال إصلاحها، في وقت ألقت أجهزة الأمنية في المنيا القبض على 13 شخصاً من العناصر المتهمة في أحداث التعدي على مراكز الشرطة والكنائس والمنشآت العامة. وأفيد بأن من ضمن المقبوض عليهم اليوم متهمين بمركز مطاي وبني مزار مطلوب ضبطهم وإحضارهم في واقعة حريق مركز الشرطة. وكانت وزارة الداخلية قالت أمس إنه تم ضبط 56 من العناصر المطلوبة لجهات التحقيق خلال المداهمة التي تمت لقرية «دلجا» في المنيا، كما تم ضبط عدد من الأسلحة. وانتقل فريق من النيابة مكوّن من 15 محققاً إلى محافظة المنيا مكان احتجاز 51 من المقبوض عليهم من أهالي قرية دلجا، وذلك لدواعٍ أمنية للاستماع إلى أقوالهم في ما نسب إليهم في محضر الشرطة. وبدأت نيابتا جنوبالمنيا الكلية ومركز دير مواس التحقيق، كما انتقل فريق آخر إلى قرية دلجا لإجراء معاينة للكنيستين التي تم حرقهما والمحال التجارية. وكانت قرية «دلجا» شهدت أحداثاً دموية، عقب عزل مرسي، تمثل معظمها في هجمات على بيوت ودور العبادة للأقباط.