اقتحمت قوات الجيش والشرطة صباح أمس قرية «دلجا» التابعة لمركز «دير مواس» في محافظة المنيا (300 كيلومتر جنوبالقاهرة) بعد شهر من سيطرة أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائها عليها وعقب إحراق المقرات الأمنية فيها وكنائس ومنازل وممتلكات للأقباط. وروى شهود ل «الحياة» أن قوات الشرطة والجيش اقتحمت القرية من كل مداخلها في توقيت واحد بعد أن أحكمت حصارها لمنع فرار المطلوبين أمنياً منها، فيما تم الهجوم تحت غطاء جوي من القوات الجوية. وأوضح الشهود أن سيطرة قوات الجيش والشرطة على القرية تمت من دون مقاومة تُذكر من الإسلاميين. وانتشرت مدرعات الجيش والشرطة في كل أرجاء القرية التي سيطر عليها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي منذ 14 آب (أغسطس) الماضي عقب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» بالقوة، إذ هاجم مسلحون المقرات الأمنية فيها وطردوا أفراد الأمن من القرية البالغ عدد سكانها نحو 120 ألفاً، ونظموا تظاهرات يومية فيها للمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم. وحصن أنصار الرئيس المعزول القرية بمتاريس وسواتر رملية أقاموها عند مداخلها، في محاكاة لاعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة». وتحدث أقباط عن أن المسلحين في القرية فرضوا عليهم «جزية» نظير حمايتهم واحتفاظهم بممتلكاتهم. واشتكى رجال دين أقباط من تهجير أقباط والاستيلاء على ممتلكاتهم بعدما رفضوا أو لم يتمكنوا من دفع «الجزية». واقتحمت مدرعات الشرطة والجيش القرية في ساعة مبكرة تحت غطاء من الطيران الحربي ووسط إطلاق كثيف للنيران لإرهاب المسلحين، وأزالت المتاريس عند مداخلها، بعدما فصلتها عن محيطها الخارجي. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن عدداً من أنصار مرسي استسلموا للقوات أثناء مداهمة منازلهم، ولم يبدوا أي مقاومة، فيما فر آخرون من منازلهم فور علمهم ببدء اقتحام القرية، لافتاً إلى أنه تم توقيف 56 من العناصر المطلوبة بحوزة بعضهم أسلحة وخططاً لتنفيذ عمليات إرهابية في محافظة المنيا. وأوضح أنهم «متورطون في اقتحام وحرق مركز شرطة دير مواس ونقطة شرطة دلجا ودير السيدة العذراء والأنبا إبرام الأثري ومنازل الأقباط في القرية». وفرضت قوات الأمن حظراً للتجوال موقتاً عند مداخل القرية وعددها 32 منفذاً عقب إحكام السيطرة عليها لمنع هروب المطلوب توقيفهم، كما طوقت القوات قريتي «البدرمان» و «زعبرة» المجاورتين ل «دلجا» وأغلقت الطريق المؤدي لمركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط القريب من القرية خشية فرار المطلوبين. وأكد مصدر أمني أن القوات تستعد لاستعادة السيطرة أيضاً على قرية «كرداسة» في الجيزة التي تحولت لمأوى لأنصار مرسي، بعد الهجوم على قسم الشرطة فيها وقتل 16 ضابطاً وجندياً تزامناً مع فض اعتصامي «رابعة» و «النهضة». من جهة أخرى، قُتل مجند وأصيب 8 من زملائه في هجوم استهدف حافلة كانت تقلهم من رفح إلى العريش. وانفجر لغم أرضي زُرع قرب الحدود مع قطاع غزة في الحافلة، فيما قتل مسلحون مجنداً في الجيش وأصابوا ضابطين ومجنداً عندما هاجموا سيارة تابعة للقوات المسلحة على طريق الإسماعيلية - القاهرة وأمطروها بالطلقات النارية.