جدل يبدو أنه لن ينتهي في الشارع المصري في الوقت القريب، بين فريق مدافع عمّا يسمى "الشرعية ضد الانقلاب"، وبين فريق مؤيد ل "تحقيق مطالب الشعب ورفض أخونة الدولة"، فلا ينتهي السجال الميداني إلاّ ليبدأ سجال المقالات والتعليقات على الشبكات الإلكترونية ووسائل التواصل. القارئ جمال محمود هدى علّق على مقالة أستاذ علم الاجتماع السياسي في كلية الآداب - جامعة القاهرة، الكاتب أحمد زايد، "الاحتجاج «الإخواني» في مصر: خيط فاصل بين مكان الاعتصام والمُعسكر"، (الحياة 17/9/2013)، بالقول: "للأسف جانبك الحق والصواب ومفروض أن تكون موضوعياً... إن من كان في رابعة هم شعب لهم كل الحقوق في الاعتصام السلمي والغريب أنهم قتلوا، مضيفاً أنه "برغم كل ما أشيع عن امتلاكهم أسلحة ثقيلة لم يأت أي تقرير - حتى من الداخلية - يؤكد ذلك. من جهته، قال الكاتب أحمد زايد: "لا أحسب أن هناك اعتصاماً ولا احتجاجاً أثار جدلاً مثل الذي أثاره اعتصام رابعة العدوية ونظيره الأصغر الذي عرف باعتصام "ميدان النهضة"، مشيراً إلى أن "عمليات فض الاعتصام التي قامت بها الشرطة المصرية صبيحة 14 آب (أغسطس) 2013، جاءت بعد تفويض من مجلس الوزراء المصري، وبعد أن فشلت كل المساعي السياسية، التي بذلها مصريون وعرب وأجانب، على مدى أسابيع". وقال زايد: "أجدني – وفي شكل صريح – لا أميل إلى تسمية ما وجد في هذين المكانين بالاعتصام... فلم يكن الاعتصام سلمياً بحال، بل كان يحوي بعض الأسلحة، وإن ادعى البعض غير ذلك". ولفت إلى أن استخدام السلاح يدل على الخروج من دائرة المجتمع ومن دائرة القانون والدولة (صاحبة الحق الشرعي في استخدام القسر)، والاتجاه إلى تكوين مجتمع عدائي وانقسامي... إذ أن التجمع «الإخواني» في رابعة والنهضة عمل على إقامة أسوار حوله تستخدم أكياس الرمل أو تستخدم الطوب والإسمنت. القارئ محمد أمين علّق بالقول إن "ما حدث فى 30 يونيو هو إرادة العسكر الذي انحاز لفصيل من الشعب وترك الأخر، لافتاً إلى أن هؤلاء الذين كانوا في رابعة والنهضة جزء من الشعب لهم حقوق مشروعة، ولا يوجد أى مبرر في الدينا يبرر قتلهم بهذه الطريقة الوحشية حتى لو كان أخطأ جزء منهم. ورأى القارئ ابو احمد الأثري أن الاخوان كجماعة خلطت بين الممارسات لدرجة محيرة فإن كانت الديمقراطية في صفها فبها ونعمة، وإن كانت اللا سياسة فى صفها فبها ونعمة، متوافقاّ مع الكاتب في وصفهم بأنهم ميكافليين (وصوليين) أو قل براجماتيين إلى أبعد حد. أما القارئ أحمد فكري شاهين الذي وضع صورة لأردوغان، تشير إلى تأييد الأخوان فعلّق بالقول: "وبكرة تشوفو مصر" من جهة ثانية، تساءلت الزميلة أمينة خيري في مقالتها اليوم بعنوان "بشائر الرئاسة تتخطى «المخلوع» و«المعزول» و«الموقت» نحو «المنتظر»"... من أجل الكرسي أم من أجل مصر؟ سؤال يتردد إما قولاً أو فعلاً أو شعوراً لدى عموم المصريين مع هبات الاستعدادات بين معلنة ومتخفية ومتمناة. وتشير إلى أنه "من رئيس «مخلوع» تفاخر البعض بخلعه في 18 يوماً بعد 30 عاماً من الصبر والسلوان بفعل تفشي الظلم وسيادة الطغيان، إلى رئيس «معزول» يفاخر البعض بعزله بعد 365 يوماً من الصدمة والاستغراب بفعل الإخوان والاستقواء ب "الأهل والعشيرة"، إلى رئيس «موقت» تجد الغالبية صعوبة بالغة في تذكّر اسمه إن كان «مدحت» أم «عادل» رغم أنه «عدلي»، إلى ترقب رئيس «منتظر» يستحيل توقع ما يمكن أن يكون عليه من ظلم أو عدل، أو مستقو بعشيرة أو شعب، أو اسمه يصعب تذكره أو يسهل"! واعتبرت خيري أن "أسهل ما يمكن عمله في ظل الوضع السياسي الراهن هو استنشاق نسائم واستشعار روائح واستشراف تمائم موسم الإحماء للمنافسة على كرسي رئيس مصر القادم". القارئ جمال النجار علّق على مقالة الزميلة خيري بالقول: "يبدو أن المصري يهوى الديكاتور من ايام الفراعنة وكانت الاغاني وتأليه الانسان". المصريون مجمعون على وأد الفتنة وبناء الدولة وتحقيق شرعية القانون ورفض عودة النظام البائد، لكنهم مختلفون في الأسلوب، وما متابعتهم للحدث المصري على اختلاف توجهاتهم ومشاركتهم في إبداء الرأي إلا دليل على أن هذا الشعب لن يسمح بعودة الديكتاتوريين والاستغلاليين لحكمه من جديد. * إعداد