تحصن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمون في «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر خلف أسوار خرسانية بنوها في حرم طريق النصر الرئيسي، وسط ترقب اتخاذ السلطات إجراءات لفض اعتصامهم بعدما أعلنت مؤسسة الرئاسة فشل جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة، وأكد رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي أن قرار فض الاعتصام نهائي لا رجعة عنه. وبنى أنصار مرسي أسواراً خرسانية وشيدوا أبراجاً للمراقبة عند مدخل اعتصام رابعة، تحسباً لأي هجوم تشنه قوات الشرطة لفض الاعتصام. وشوهدت سيارات تنقل الرمال والأسمنت وعمال بناء يستعدون لتشييد صبة خرسانية لبناء سور ارتفاعه نحو متر وضع خلفه أجولة من الرمال كسواتر ترابية لتحصين الاعتصام. ويُصر أنصار مرسي على عودته إلى الحكم من أجل فض اعتصامهم، فيما تقول السلطات إن الاعتصام «ليس سلمياً ولكنه مسلح، ما يمثل خطراً على الأمن القومي». كما زاد أنصار مرسي من تحصين اعتصامهم في ميدان «النهضة» في الجيزة، بأن شيدوا أبراجاً للمراقبة وكثفوا من بناء السواتر الترابية. وقال أسامة نجل الرئيس المعزول محمد مرسي من على منصة اعتصام «النهضة» إن أسرته لا تخشى على أبيه من القتل «لأنه باع حياته لله». وأضاف: «إذا كانت حياة الرئيس محمد مرسي هي الثمن لكي يمتلك الوطن إرادته فهم راضون عن ذلك فداء لله وحرية الوطن. إن قتل سنكمل الطريق وستكون دماؤه وقوداً لتلك الثورة». وزادت كلمات نجل مرسي من حماسة المعتصمين. ونظم أنصار مرسي مساء أمس مسيرات عدة خرجت من رابعة العدوية والنهضة، وأصابت أحياء القاهرةوالجيزة بشلل مروري. وفيما يسود الجمود جهود حل الأزمة عبر التفاوض، قالت الأممالمتحدة إنها لا تزال ملتزمة بدعم مصر بشكل كامل. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات المصرية وجماعة الإخوان المسلمين إلى «ممارسة القيادة والمسؤولية في القيام بكل ما يمكن القيام به لمنع مزيد من فقدان الأرواح في صفوف الشعب المصري». وقال: «من هم في مراكز السلطة ومن هم يحتجون في الشوارع، عليهم الإسراع بإعادة النظر في أفعالهم وأقوالهم، لا سيما في ضوء التوترات الحالية ومخاطر اندلاع أعمال العنف». وأعرب عن قلقه إزاء استمرار الجمود السياسي. وحث الأمين العام للأمم المتحدة المصريين على تجنب الأعمال والأقوال التي من المرجح أن تعتبرها كل طرف استفزازية، وبدلاً من ذلك يتعين على الجانبين النظر بشكل خلاق في نهج جديد نحو عملية سياسية حقيقة لترسيخ المصالحة. من جانبه، قال نائب الرئيس الموقت الدكتور محمد البرادعي: «إن المعركة اليوم هي القضاء على الاستبداد بجميع أشكاله وصوره». وأضاف البرادعي في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «ثورتنا قامت لنستعيد عقلنا وقيمنا وإنسانيتنا، ويمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته». من جهته، حمّل مؤسس حركة «6 أبريل» أحمد ماهر جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن فشل جهود التسوية السياسية للأزمة. وقال ماهر في بيان إن «كل من حاول إيجاد حلول للأزمة الحالية أقر بأن الإخوان هم من يضعون العراقيل ويسعون للتصعيد ويطالبون بشرط تعجيزي لن يقبله أحد وهو عودة محمد مرسي»، مضيفاً: «فشل كل الجهود المحلية والدولية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة يدل على أن جماعة الإخوان ترفض كل الحلول». وحذر ماهر جماعة الإخوان من أن «استمرار العناد وعدم الاعتراف بالواقع وعدم الاعتراف بكراهية الشعب للإخوان سيؤدي لنتائج وخيمة ليست في مصلحتها بالمرة». وطالب الجماعة بإعلاء المصلحة العامة وفض الاعتصام وقبول الإرادة الشعبية خصوصاً مع وجود تقارير تتحدث عن حالات تعذيب في اعتصامي رابعة والنهضة. وقال إن «كل تأخير سيزيد الفجوة بين جماعة الإخوان وبين المجتمع وسيقلل من فرص التئام الجرح». وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام للمنظمة «يرحب بشجاعة والتزام الشعب المصري» بالتغيير السلمي منذ بدء التظاهرات الاحتجاجية في كانون الثاني (يناير) 2011. وعبّر مجدداً عن استعداد بان كي مون «لدعم حلول غير عنفية من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصري». وأكد نيسيركي أن «الأمين العام مقتنع بأن الشعب المصر الذي يمثل إحدى أكبر الحضارات في التاريخ سوف يعرف كيف يجد الوسيلة من أجل التقدم» نحو حل هذه الأزمة، مضيفاً أن «الأممالمتحدة تلتزم كلياً بدعم مصر» على هذا لطريق.