ينظم أتيليه جدة للفنون الجميلة بالتعاون مع أتيليه العرب بالقاهرة للمرة السابعة، معرض الستة التشكيلي السابع، وتفتتحه الدكتورة مها فتيحي غداً (الأربعاء) للنساء، فيما يدشن المعرض للرجال المهندس طلال أدهم الخميس المقبل. ويأتي المعرض هذا العام في شكل مختلف بمشاركة ستة فنانين تشكيليين سعوديين، وهم طه الصبان وعبدالله حماس وفهد الحجيلان وشاليمار شربتلي وعبدالرحمن المغربي وعلا حجازي ومشاعل الكليب، وستة فنانين مصريين وهم عصمت داوستاشي وعادل ثروت ومحسن أبو العزم ووليد جاهين وعمر عبدالظاهر وعماد رزق ووليد جاهين، إضافة إلى ضيفي شرف المعرض المعتادين عمر النجدي وجورج بهجوري، وكذلك صلاح طاهر من مصر، وبكر شيخون من السعودية. وقال المشرف العام على أتيليه جدة الفنان طه الصبان ل«الحياة»: إن الجديد في هذا المعرض هو مشاركة ستة فنانين آخرين مصريين، إلى جانب إخوانهم السعوديين، «كحلقة جديدة فى إطار التواصل الدائم مع الحركة التشكيلية المصرية، ويمثلها هذه المرة أتيليه العرب بالقاهرة، وخصوصاً أنه سبق للأتيليه تنظيم معرضين كبيرين قبل ذلك في دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية»، مؤكداً الانتماء العربي و«وحدة الجذور مع تنوع الثمار والمذاقات الفنية». من جهته أوضح مدير الأتيليه هشام قنديل أن المعرض سيستمر شهراً كاملاً، وسيشهد حوارات نقدية مفتوحة بمشاركة نخبة من النقاد والفنانين العرب. وعن فعاليات المعرض قال الناقد العربي عز الدين نجيب: تتواصل كشوف منابع الإبداع عبر الأجيال المتوالية بإيقاع أسرع من كشوف منابع النفط، ويبدو السباق الحضاري لاهثاً ومتكافئاً بين التنمية المادية للبنى الأساسية للدولة والمجتمع، والبناء الثقافي والقيمي الذي ترسخه موجات المبدعين وأصحاب المواهب في كل المجالات، وفي صدارتهم الفنانون التشكيليون، غير أن التحدي الأكبر الذي خاضته أجيال الفنانين وما تزال، هو كيفية استيعاب قرون من الخبرات الجمالية عبر تطور مدارس الفن في العالم». ويضيف نجيب: إن أساليب الفنانين تتراوح بين اتجاهات مختلفة، فهناك التمثيل الجمالي للبيئة الجنوبية، ومنهم من يستفيد في ذلك من الحس الشعبي الفطري في الوحدات الزخرفية، أو يستفيد من الإيقاع القوسي المتكرر مستعيداً الذاكرة البعدية للجبال والكثبان والقباب أيضاً، وهناك التعبير الحر المحمل بالإيماءات التراثية التي تنبجس من سطح متفجر بالألوان والمساحات الهندسية التجريدية متجهاً نحو فضاء لوني عبر سفن غامضة، تحمل أطباقاً من البشر والكائنات الأخرى بحس تلقائي أو يقارب التطريب النغمي (بالربع تون) على آلة بلورية تشف عن شخصيات سابحة في جو أثيري حالم». ولفت شيخ النقاد المصريين كمال الجويلي إلى أنه يتابع معرض التشكيليين العرب منذ أعوام عدة: «وكان يشغلني بصفتي ناقداً أن أقارن بين أجيال الفنانين في كل بلد شقيق، متلمساً مدى التطور والانطلاق وصعود الخط البياني عاماً بعد عام، ومدى استفادة الشباب من الكبار. وكنت ألاحظ مع البدايات عبر ما يقارب الأربعين عاماً أو يزيد أن جيل الرواد اتسمت أعماله بالحذر وتلمس الطريق في خطوات وئيدة، وعاماً بعد عام أخذت تتسع الآفاق ويتزايد الإبداع والرؤى وانطلاقات الخيال اتساعاً وعمقاً وارتفاعاً، بحيث تصاعد التكافؤ والندّية بين الفنانين جميعاً، من المشرق إلى المغرب وتعددت المواهب وتبلورت شخصيات فنية عديدة. هذه الصورة لحركة الفن في المملكة من خلال الإطار العربي العام طفت في ذاكرتي وفي مخيلتي وأنا أتأمل أعمال (معرض الستة الأول)، وفي كل دورة يضيف الأتيليه جديداً».