(رثائية لأمي رحمها الله) سيمضي من الأيامِ ما لا تعدُّهُ وينساكَ من في حاجةٍ لا تردُّهُ بكيتُ، فقالوا نائحٌ متسخّطٌ ضحكتُ، وإذْ بالضدّ ساواهُ ضدُّهُ وطفّفَ هذا الدهرُ، حتى لَساءَني لدى الناسِ تسبيحي لربي وحمدُهُ فلا والذي أبكى وأضحكَ خلقَهُ لَما غابَ عني نذرُ قلبي وَوعدُهُ ولكنني ما زلتُ غصناً مهدّلاً تداريه ريحٌ تارةً وتشدُّهُ وما زلتُ ذاك الشبلَ في عنفوانهِ وأنّى لشبلٍ أن يُوَاتِيه رُشْدُهُ؟ إذا أمُّه لم تبتسمْ ثارَ طائشاً فكيفَ إذا ماتتْ ووافاهُ رُشدُه؟ على كتِفي نعشي وروحيَ فوقَهُ أنا الحاملُ المحمولُ والفقدُ فقدُهُ وما بي سوى أمٍّ رَغِمتُ إذا الثرى أُهيلَ ووجهي دونها لا يصدُّهُ وما وَدّ غيري أن ذا اليومَ يومُهُ ولا أنّ هذا اللّحدَ في الأرضِ لحدُهُ فيا ليتني المقبورُ واللهُ باسطٌ عليّ رضاً منها على القبرِ بَرْدُهُ ويا ليتني والدّودُ يأكلُ أعيُني أكونُ بعينيها خيالاً تَمُدُّهُ بذلتُ لها حُزني الغداةَ وليتني بذلتُ لها البِرّ الذي فاتَ عهدُهُ وآثرتُها بالعُمرِ من بعدِ موتِها وما كنتُ في عُمرٍ لها ما تودُّهُ ولم يبقَ لي غيرُ الندامةِ بعدَما ترحّل عني طيبُ عيشي ورَغْدُهُ أيا سبباً أصبحتُ لله عبدَهُ بها، وتعالى عن أذى الشركِ جدُّهُ سأبكيكِ ما أبقى ليَ اللهُ مدمعاً وما لقضاء الله أمرٌ يردُّهُ 12/1/1436ه